شينزو آبيه يصبح صاحب أطول فترة خدمة دون انقطاع في منصب رئيس الوزراء

أصبح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه صاحب أطول فترة خدمة دون انقطاع في منصب رئيس وزراء اليابان خلال الاثنين المصادف 24 أغسطس/آب.

آبيه يحطم رقماً قياسياً ثانياً

في يوم الاثنين المصادف 24 أغسطس/آب، أصبح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه (65 عاماً) صاحب أطول فترة خدمة دون انقطاع في منصب رئيس وزراء اليابان. حيث سجل آبيه 2,799 يوماً متتابعاً دون انقطاع في فترة خدمته (7.6 سنة)، وهو رقم أعلى من عمه الأكبر ورئيس الوزراء الياباني الأسبق “إيساكو ساتو”. وكان “ساتو” قد سجلَ 2,798 يوماً متتالياً دون انقطاع خلال خدمته في منصب رئيس الوزراء بين 1964 و 1972.

ويُعد هذا الرقم، الرقم القياسي الثاني الذي يحطمه آبيه خلال فترة خدمته للبلاد. وكان قد حطم الرقم القياسي الأول في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عندما أصبح صاحب أطول فترة خدمة منقطعة في منصب رئيس وزراء اليابان، متفوقاً بذلك على رئيس الوزراء الياباني الأسبق “تارو كاتسورا” والذي حكم البلاد في فترات منفصلة خلال بداية القرن الـ20.

واستلم شينزو آبيه منصب رئيس الوزراء الياباني لنحو سنة، بين عامي 2006 و 2007، وثم استقال بسبب مرضه. وثم عاد ليستلم المنصب في عام 2012 حتى الحاضر. وعند احتساب إجمالي أيام خدمته في المنصب خلال فتراته المنفصلة، فسيكون الإجمالي أكثر من 3,000 يوماً (نحو 8.2 سنة) وبذلك يتفوق على رئيس الوزراء الأسبق “تارو كاتسورا” والذي قاد البلاد آنذاك لمدة 2,886 يوماً.

ومن الجدير بالذكر أن خدمة آبيه في منصبه ستنتهي في سبتمبر/أيلول 2021، ولن يستطيع البقاء في منصبه أكثر بسبب القوانين التي تُحدد فترات خدمة رؤساء وزراء البلاد. ويُذكر أيضاً أن 10 أشخاص فقط، خدموا في منصب رئيس الوزراء لأكثر من 1,000 يوم متتابع، ومن ضمنهم رئيس الوزراء الأسبق “نوبوسوكيه كيشي” وهو جد رئيس الوزراء الحالي شينزو آبيه.

إنجازات آبيه، إخفاقاته والمخاوف بشأن صحته

يعد شينزو آبيه من أكثر رؤساء وزراء اليابان جدلاً، وتتباين الآراء بشأنه بناءً على من تسأل حول سياساته. ففي نظر البعض، تمكن آبيه من تغيير النظام السياسي إلى الأفضل وإنعاش الاقتصاد الياباني لحدٍ ما – بعد ركود طويل – بسياسته الاقتصادية التي تُعرف باسم “Abenomics”. وفيها اعتمد على النساء في سوق العمل، وبفضله (وفق بعض الخبراء) حصلت أكثر من 30 مليون امرأة على عمل في اليابان.

ولكنه يُنتقد من قبل البعض بسبب إخفاقاته في عدة مجالات، كمثل “إدارته السيئة” لأزمة فيروس كورونا، خطته الجدلية لتوزيع أقنعة قماشية لجميع سكان اليابان والتي أطلق عليها لاحقاً اسم “AbeNoMask” كنوع من السخرية! وسعيه الجاد لتعديل دستور اليابان وإعادة تسليح البلاد من جديد، للدفاع عن نفسها في وجه التهديدات الخارجية.

وبغض النظر عن تباين الآراء حوله كشخصية سياسة بارزة، إلا أنه تمكن بحنكة تامة من البقاء في منصب رئيس الوزراء لوقتٍ طويل جداً ودخل التاريخ من أوسع أبوابه، في بلدٍ يُعرف بمحاسبته للطبقة السياسة والاستقالات المستمرة التي تُرمى من قبل المسؤولين يميناً ويساراً لأبسط الأسباب.

وفي الـ24 من أغسطس/آب، قالت وسائل إعلام محلية يابانية، بأن آبيه قد دخل المستشفى للمرة الثانية من أجل فحص روتيني لصحته في نفس اليوم الذي حطم فيه رقمه القياسي الثاني، مُلغياً بذلك الاحتفال الذي كان سيُعقد في هذه المناسبة. وتزداد المخاوف بشأن صحة آبيه في اليابان، بالأخص بعدما أطلقت مجلة أسبوعية يابانية تقريراً تقول فيه بأن رئيس الوزراء تقيأ دماً في مكتبه خلال يوليو/تموز 2020، وهو التقرير الذي نفت الحكومة اليابانية صحته لاحقاً. وفي ظل أزمة كورونا الجديد، وتأجيل الألعاب الأولمبية وتراجع الاقتصاد الياباني لأدنى مستوياته، والمخاوف العديدة.. وحده الزمن من سيُحدد ما سيحدث لرئيس الوزراء الياباني وما إذا كان سيخفق أو ينجح في قيادة البلاد.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

قصة مرتبطة:
رئيس الوزراء الياباني لا يفكر بالبقاء في منصبه بعد 2021 

المصادر: مكتب رئيس وزراء اليابان – الحكومة اليابانية – وكالة كيودو اليابانية
صورة المقال الأصلية: شينزو آبيه | عبر المصور تاكاكي كاشيوابارا لصحيفة “Asia Nikkei” اليابانية