يتساءل الآلاف من السُياح الذين يتوافدون إلى اليابان سنوياً، حول سبب عدم رؤيتهم لأي مشردين أو فقراء في الشوارع كباقي الدول. وقد يظن البعض أنه لا وجود للمشردين أو الفقراء مطلقاً باليابان! ولكنها صورة نمطية خاطئة منتشرة عن البلاد.
حيث توجد عدة أحياء فقيرة في مختلف المحافظات اليابانية. ولعل أشهر تلك الأحياء هو حي سانيا شرق العاصمة طوكيو أو كما يطلق عليه “حي الكُساب” أو “حي العمال”. ولكن قبل أن نتعرف على حي سانيا، يجب التحدث عن المشردين في اليابان.
إحصاءات حكومية رسمية
تقول الحكومة اليابانية وفق إحصائية رسمية أجرتها وزارة الصحة، العمل والرفاه اليابانية في يوليو/تموز 2017، أن هناك نحو 5000 مشرد يعيش بلا منزل في اليابان. وكانت طريقة الاحصاء التي اتبعتها الوزارة، تتمحور حول إرسال مسؤولون حكوميون يتجولون في الشوارع بعد ساعات الظهيرة لاحتساب العدد.
ولكن هذه الطريقة في الاحصاء والعد واجهت انتقاداتٍ واسعة من قبل الكثير من الجهات والمنظمات الأهلية اليابانية. وتقول تلك المنظمات أن أرقام الحكومة اليابانية غير دقيقة بسبب الطريقة المستخدمة في حساب أولئك الذين يعيشون في الشوارع ويعانون كثيراً من الفقر.
جذور المشكلة تمتد لأكثر من 30 عاماً
وأن العدد الحقيقي لجميع المشردين حول اليابان هو على الأقل ضعفين ونصف العدد المذكور (نحو 17 ألفاً). ونسبة 40% منهم يبلغون 60 عاماً أو أكبر! ولكن بغض النظر عن الأرقام المذكورة، يستمر عدد المشردين في اليابان والذين يعيشون بلا منازل بالتراجع منذ أن كان 25 ألفاً ونيف في عام 2003. وهو العام الذي بدأت الحكومة اليابانية بتسجيل مثل هذا النوع من البيانات.
ويأتي هذا العدد بالأصل من انهيار اقتصاد الفقاعة الذي شهدته اليابان في عام 1990 (أزمة اقتصادية شهيرة). والذي ترك الآلاف بلا عمل في البلاد بعد أن خسروا أعمالهم أو فقدوا وظائفهم بشكلٍ مباشر بسبب الأزمة الاقتصادية. وكنتيجة لذلك بات أولئك الذين بقوا بلا وظائف ينامون في الشارع في خيم بلاستيكية أو منازل من الكرتون!
وانتشرت هذه الظاهرة بكثرة في التسعينات حتى مررت الحكومة اليابانية قانوناً رسمياً في عام 2002 بعد تعرضها لضغط عظيم من جهات مختلفة. ويلزم القانون الحكومة المركزية بمساعدة الحكومات المحلية في حل مشكلة الفقراء والمشردين كونها مشكلة متفاقمة في وقتها. كما يلزم الحكومة بمساعدة المشردين والفقراء في إيجاد أعمال وتوفير الرعاية الصحية إليهم.
على رأس قائمة الأحياء الفقيرة بالعاصمة
يأتي حي سانيا على رأس قائمة الأحياء الفقيرة في طوكيو والتي تسعى الحكومة المركزية حتى الآن لضخ المال فيه من أجل مساعدة المشردين والفقراء الذين يسكنوه. وكان هذا الحي تاريخياً وحتى الآن من أفقر أحياء العاصمة ومأوى للمشردين والفقراء بعيداً عن أضواء مدينة طوكيو اللامعة وصورتها الجميلة أمام العالم.
حيث يواجه الفقراء والمشردين في اليابان حتى اليوم العديد من الصعوبات في الحياة المجتمعية. كون أن المجتمع الياباني يشدد على ضرورة الاعتماد على النفس أولاً ويجرم فعل التسول بقانون خاص. لذلك يحمل المتشرد وصمة عار مجتمعية قد تمنع الآخرين من التعامل معه أو مساعدته في الكثير من الأحيان.
توثيق بعض الجوانب في حي سانيا بالصور
وعند زيارة حي سانيا الفقير، سيلاحظ الزائر فوراً التباين الشديد في تصرفات الناس. مقارنةً مع باقي مناطق طوكيو… ولأن الصورة بألف كلمة، سعى أحد المصورين المستقلين ويدعى “Lee Chapman” لتوثيق حياة حي سانيا الصعبة عبر سلسلة من الصور منذ عام 2011 وحتى عام 2019:
اقرأ أيضاً: العاصمة طوكيو، عاصمة الشرق الكبرى في سطور
اقرأ أيضاً: العاصمة طوكيو | أفضل 15 وجهة سياحية
المصادر: وزارة الصحة، العمل والرفاه اليابانية – صحيفة “Japan Times” اليابانية – المصور المستقل Lee Chapman صاحب موقع Tokyo Times الـ26 من يونيو/حزيران 2019
صورة المقال الأصلية: المصور Lee Chapman
حتى انا اول مرة ارى متشردين في اليابان ظننت انهم غير موجودين
شكرا على هذا المقال
لاول مرة اسمع ان في اليابان مشردين وفقرا وفي احد احياء العاصمه طوكيو.
تم الاطلاع
انا من الناس الذي كانت تعتقد انه لايوجد فقراء بهذا العدد في اليابان شكرا علي المعلومات
لكن كيف يكون هناك أناس بلا مأوى في أرض غنية بالتكنولوجيا واستثمار العقول ؟
قرأت أنكم تحتاجون إلى عمال وأيدي عاملة لماذا لا يتم توظيفهم
انا لم اتعجب من وجود فقراء بها…لكن المهم أنها تحاول مساعدة الفقراء والمتشردين وإعطاءهم المال
انجاز عظيم من ٢٥ الف الى ٥ الف مشرد
من الغريب استمرار هذة الظاهرة من سنة ١٩٩٩ و إلى الآن و الحكومة لم تجد لها حلا نهائياً
نسبة طبعية من المشردين تتناسب مع التكوين المهنى للسكان ولكن
المقال لم يبن مستوى دخول تلك الفىة
بصراحة دهست حين عرفت أن هناك مسردين في اليابان لكن ان يتم تقليص العديد من 25 الف الى 5 الاف …نعم انها اليابان
لا اندهاش ولا تعجب..اعتقد شيء طبيعي…التشرد والفوضويةو الخروج عن التقاليد والعادات والقوالب القديمة اليابانية شيء لابد منه لأنه ببساطة…الإنسان هو الانسان….في كل مكان
انا كنت في سينداي ويوحد مشردين ولكن بنسبة قليله جدا وهم من فئة كبار السن. طبعا السبب هو هجران اولادهم لهم وكذلك لا يجدون من يعولهم ويساعدهم انا كان عندي امراة كبيره في السن اتعدت الميه كانت تروح تشتري لنفسها الاكل وكانت تمشي مسافة طويله حتى توصل لسوبرماركت
فعلا… لم اتوقع ان يكون مشردون في الشوارع اليابانية للمستوى الاقتصادي العالي لليابان … واتعجب من عدم توفير دار لرعاية المشردين بدل تركهم بالشارع وهو امر ضمن امكانيات الحكومة هناك
ما أقبح الفقر وما اجمل الفقراء الذين خانتهم الظروف وتكالبت عليهم الأزمات، اتمنى ان يجدوا المساعدة اللازمة حتى يتخطوا محنتهم الأليمة.
يبدو ان الشقيري عندما أعد سلسلة خواطر في اليابان نسي أن يذكر لنا هذا الموضوع من باب الشفافية
في مجلة اليابان قراءت مقالات ايجابية عن اليابان ومقالات سلبية وهذه هي الحقيقة التي تجعل من مجلة اليابان مجلة ممتعه للقراءة
صدمت، لم اكن اعرف بوجود نماذج كهذه في اليابان!
شكرا علي المقالة والمعلومات الهامة