حكاية وتاريخ العلم الياباني

حكاية وتاريخ العلم الياباني
حكاية وتاريخ العلم الياباني


صُمم العلم الياباني ليجسد لقب الأمة، أرض الشمس المشرقة. ويطلق بعض اليابانيين على العَلَم الياباني اسم هينومارو، والذي يعني دائرة الشمس. بخلفية بيضاء ودائرة في المنتصف حمراء، يشير عَلَم اليابان إلى رموز السلام والإخلاص. حيث يرمز اللون الأبيض إلى الصدق والنقاء، بينما يرمز اللون الأحمر إلى العاطفة والإخلاص. فما تاريخه وكيف تم تصميمه؟ وما قصة الأعلام المشابهة له؟

نبذة عامة


علم اليابان له اسمين: “نيشوكي وتعني المعيار الياباني”  و “هينومارو وتعني عَلَم القرص الشمسي”. ومثل العديد من البلدان الأخرى، تطور العَلَم الياباني. ففي البداية، كان العلم يحتوي على قرص الشمس في المنتصف محاطًا بـ 16 شعاعًا وكان يستخدمه الجيش الإمبراطوري الياباني. وكان للبحرية الإمبراطورية اليابانية نفس العلم، لكن القرص كان موجودًا على اليسار. توقف استخدام هذين العلمين في نهاية الحرب العالمية الثانية. في عام 1954، أعادت قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية استخدام علم البحرية القديم ولا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم.


أصل رمز الشمس


وفقًا للتقاليد، أسست “إلهة الشمس أماتريسو” اليابان في القرن السابع قبل الميلاد. وحتى اليوم يُعرف الإمبراطور باسم “ابن الشمس”، والاسم الشائع للبلاد هو “أرض الشمس المشرقة”. أول دليل ملموس يشهد على استخدام علم الشمس لليابان يعود إلى عام 1184، ولكن هناك تقاليد تعود إلى قرون سابقة.


ففي بداية القرن السابع، في رسالة إلى إمبراطور الصين، وصف إمبراطور اليابان نفسه بأنه “إمبراطور الشمس المشرقة”. خلف اليابان يقع المحيط الهادي. لذلك، من منظور قاري، تقع اليابان في اتجاه شروق الشمس. لهذا السبب، بدأ اليابانيون في تسمية بلدهم نيهون أو نيبون، والتي تعني حرفيًا “مصدر الشمس” وغالبًا ما تُترجم في اللغة الإنجليزية على أنها “أرض الشمس المشرقة”.


إلهة الشمس أماتريسو وفقاً للمعتقدات المحلية
إلهة الشمس أماتريسو وفقاً للمعتقدات المحلية


في عام 701 م، استخدم الإمبراطور مونمو أول علم يحمل طابع الشمس وفقًا لبعض كتب التاريخ. ويوجد أيضًا في معبد “أونبو-جي” أقدم عَلَم ياباني، والذي يُقال إنه أقدم من القرن السادس عشر. وقد تبرع به الإمبراطور وظل كنزًا عائليًا لعشيرة “تاكيدا” لمدة 1000 عام.

وفي القرن الثاني عشر، ظهر محاربو الساموراي، وخلال الصراع على السلطة، رسم الساموراي دوائر شمسية على مراوح قابلة للطي تسمى غونسين، حسبما ذكرت وزارة الخارجية اليابانية بموقعها الرسمي.

وترجع إحدى الأساطير أصل علم اليابان إلى القرن الثالث عشر عندما قدم راهب بوذي يُعرف باسم نيشيرين قرص الشمس إلى إمبراطور اليابان العظيم. ويُعتبر هذا الراهب هو الأخير من نسل أماتيراسو، إلهة الشمس. ثم ظهر هذا الرمز في الصور التي تصور حروب القرنين الخامس عشر والسادس عشر. كما استخدم الجنرالات العسكريون في اليابان علامة الشمس حوالي القرن السابع عشر لتمييز سفنهم عن تلك الموجودة في مناطق أخرى.


العَلَم في التاريخ الحديث


تم اعتماد الشكل الحالي للعلم في 5 أغسطس 1854، عندما بدأت اليابان في الانفتاح على التجارة والعلاقات الدبلوماسية مع الدول الأوروبية. لم يتم قبول استخدامه على الأرض إلا ببطء من قبل عامة الناس؛ كان الاستخدام الرئيسي للعلم في أيامه الأولى هو تمثيل السفن والخدمة الدبلوماسية لليابان في الخارج. (تم منح السفن البحرية نسخة خاصة، مع شمس أصغر حجمًا خارج المركز تمتد أشعتها بشكل بارز إلى حواف العلم.) تم إصدار مواصفات العلم في عام 1870، وتم الاعتراف بالعلم الدائري الأحمر على خلفية بيضاء باعتباره الشعار الوطني لليابان. ولكن بشكل غير رسمي.

ولتنظيم قوانين العلم التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر، تبنى البرلمان الياباني العلم الوطني رسمياً في الثالث عشر من أغسطس/آب 1999. وفي الوقت نفسه تم الاعتراف بالنشيد الوطني (“كيمي جايو”). وكان هذا الإجراء مثيراً للجدال، حيث أيده المحافظون في اليابان، ولكن أدانه دعاة السلام، الذين زعموا أن الرموز تذكرنا بشكل غير مناسب بالماضي العسكري لليابان وتورطها في الحرب العالمية الثانية.


تطور العلم الياباني
تطور العلم الياباني



تصميم بطابع فلسفي

ولأن اليابانيين يتبنون نهجاً فلسفياً عميقاً في التعامل مع التصميمات من كافة الأنواع، فإنهم يقدرون علمهم الوطني لبساطته وتناقضاته المذهلة ورمزيته المناسبة. فاللون الأحمر “الساخن” لرمز الشمس يتناقض مع خلفيته البيضاء “الباردة”، كما تتناقض دائرة الشمس مع مستطيل العلم نفسه. أما العمود الذي سيُرفع عليه العلم رسمياً فهو مصنوع من الخيزران الطبيعي الخشن.

رمز الشمس الحمراء


يشير العلم الياباني ذو القرص الأحمر إلى الشمس المشرقة. ويشير اسمه، هينومارو، إلى قرص الشمس. ويعني هذا التعبير “قرص الشمس”. لا يمثل هذا القرص الأحمر الشمس فحسب، بل يمثل “إلهة الشمس” في ديانة الشنتو أماتيراسو، سلف السلالة الإمبراطورية اليابانية، وذلك وفقاً للمعتقدات المحلية.


توضيح لرموز العلم الياباني
توضيح لرموز العلم الياباني

العَلَم القديم

علم الشمس المشرقة أو كيوكوجيتسو-كي، له قرص أحمر مشابه، ولكنه يحتوي على 16 شعاعًا من نفس اللون تخرج منه. لا يعتبر هذا العلم رسمي، لكن استخدامه منتشر على نطاق واسع في البلاد. في الواقع، تم استخدام العلمين في وقت واحد لعدة قرون في النزاعات. خلال القرن التاسع عشر، أصبح علم الشمس المشرقة رمزًا للجيش. وعلى هذا النحو، ظل مرفوعًا أثناء التوسع الإمبريالي لليابان، عندما احتلت كوريا وجزءًا من الصين. ولكن خلال الحرب العالمية الثانية، أصبح هذا العلم علم البحرية، وتغيرت سمعته بعد أن احتلت القوات اليابانية أجزاء كبيرة من آسيا وارتكبت فظائع ضد السكان المحليين.

استخدام العلم القديم من قبل اليابانيين


لازال التردد سيد الموقف بين اليابانيين إلى حد كبير في استخدام هذا العلم اليوم. فهو نادرًا ما يُرفع أثناء الاحتفالاات بالفوز في الرياضة أو الأعياد الوطنية. علاوة على ذلك، لا يوجد التزام برفعه ولا يُعَد إهانته جريمة وفقًا للقانون (في حين أن إهانة الأعلام الأجنبية جريمة).

استخدام العلم القديم في مباريات رياضية
استخدام العلم القديم في مباريات رياضية




هناك جدل عام حول استخدام العلم، وخاصة في المدارس أو في الأعياد الوطنية. بالنسبة للكثيرين، لا يزال العلم هو العلم الخاص بعصر الإمبراطورية اليابانية العظمى، بينما يراه آخرون رمزًا أكثر عمومية. وفي بعض الأحيان، يستخدم العلم كتعويذة لجلب الحظ السعيد. حيث يُقدَّم للشخص مع رسائل تشجيعية وحظ سعيد مرتبة مثل الأشعة حول القرص المركزي. وكثيراً ما يشتري الطلاب عصابات رأس “هاتشيماكي” عليها القرص الأحمر للتعبير عن تصميمهم على اجتياز الامتحانات.

إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع. مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

صورة المقال الرئيسية:
Photo by Antonio Fadel on Unsplash

0 0 votes
Article Rating

اكتب تعليقًا

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x