وسط تراجع تعداد الأطفال يصادف في 5 مايو/آيار من كل عام عيد الطفل والذي يدعى باللغة اليابانية “كودومو نو هي”، ويتخلل هذا اليوم عطل الأسبوع الذهبي الشهير وهو إحدى العطل الربيعية الطويلة في اليابان.
ويتتبع المؤرخون تاريخ عيد الطفل لحقبة اليابان الإقطاعية والسامواري قبل مئات السنين، حيث يتم تعليق رايات شبيهة بسمك الشبوط في شكلها خلال هذا العيد العريق، وهي دلالة رمزية لشجاعة السمكة نفسها للسباحة عكس التيار والقفز من فوق الشلالات الصغيرة أحياناً كعلامة على تمني الصحة والسعادة للأطفال وأن يكبروا ليصبحوا مثل سمك الشبوط في التغلب على مصاعب الحياة الشديدة. ولكن وسط هذه التقاليد العريقة، الفريدة والجميلة، تأتي إحصاءات الحكومة اليابانية كنذير ومذكر لتوقظ اليابانيين على واقع تراجع تعداد الأطفال في اليابان بشكل غير مسبوق!
حيث نشرت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية إحصائية جديدة تقول فيها أن أعداد الأطفال في اليابان تتراجع للسنة الـ 38 على التوالي، وتم تسجيل أدنى رقم لتعداد الأطفال منذ عام 1982 ميلادية. وتقول تفاصيل هذه الإحصائية الخطيرة أن تعداد الأطفال الذين تبلغ أعمارهم أقل من 15 سنة وصل إلى 15.33 مليون نسمة ابتداءً من تاريخ 1 أبريل/نيسان 2019، ويشكل الفتيان 7.85 مليون بينما تشكل الفتيات 7.48 مليوناً كما أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية الرسمية اليوم.
[.=”4447″]
وتذكر الوزارة اليابانية أن هذا الرقم هو أدنى بمقدار 180 ألف طفل عن العام الماضي، وفي خلال حقبة “هيسيي” التي دامت من عام 1989 حتى 1 مايو/آيار 2019، انخفض تعداد الأطفال في البلاد بحوالي 8 مليون طفل كعلامة على تراجع تعداد السكان في اليابان وشيخوخة المجتمع، وكذلك عزوف الشباب عن الزواج والإنجاب لأسباب اجتماعية كثيرة.
كما ذكرت إحصائية وزارة الشؤون الداخلية اليابانية أن نسبة الأطفال من المجموع الكلي للسكان في اليابان تبلغ حالياً 12.1% فقط، وانخفض هذا الرقم بنسبة 0.2% خلال العام الماضي، كما أن هذه النسبة هي الأدنى منذ 45 سنة متعاقبة في الكثير من المحافظات اليابانية والتي تشهد بعضها الآن نسبة مواليد تقارب من الصفر. ومن الجدير بالذكر هو أن طوكيو شهدت الارتفاع الوحيد في تعداد الأطفال من بين الـ 47 محافظة، وذلك يعود لتركيز السكان الكبير وهجرة السكان من المناطق الأخرى إليها. بينما شهدت أوكيناوا في أقصى جنوب اليابان مؤشراً محايداً منذ سنوات بدون تغيير إيجابي أو سلبي على عكس باقي المحافظات الـ 45 المتبقية والتي شهدت تراجعاً كبيراً في تعداد الأطفال. وفي عام 2018 نشرت وزارة الصحة اليابانية دراسة تقول فيها بأنها تتوقع انخفاض عدد المواليد لأدنى مستوى له منذ 120 عاماً، وتراجعت نسبة المواليد الجُدد في البلاد بمقدار 25 ألفاً في العام الماضي وهو أدنى رقم منذ عام 1899 ميلادية. ويتوقع الخبراء أن يتراجع تعداد سكان اليابان إلى 88 مليوناً تقريباً (من أصل 126 مليوناً) بحلول عام 2100 في حال استمر الانخفاض على حاله حتى ذلك الوقت.
المصادر: وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية – هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية – وزارة الصحة اليابانية
صورة العنوان: رويترز عبر إيسيه كاتو 2017
مشكلة تراجع عدد الولادات عويصة وتتطلب حل جدي من اليابان قبل فوات الأوان.
نتمنى ان تتمكن الحكومة من حل مشكلة انخفاض الولادات
ازمة نقص الاطفال هي مشكلة امن قومي ياباني يجب على الحكومة ان تضع الحلول العاجلة وبسرعة
مشكلة خطيرة جدا، والى الان للأسف لم يقوموا بتطبيق حل جذري