بونساي: فن استعراض التحف الفنية الحية

مصطلح بونساي 盆栽 يعني شكل فني ديناميكي يجمع بين المعرفة البستانية والتصميم الفني. إنه يتحدى مهارات وخيال البستاني وإبداعه. ويقدم مزيجًا من الجمال الطبيعي والعمق الفلسفي. يستكشف هذا الموضوع التاريخ الغني والأهمية الثقافية والتقنيات المعقدة للبونسـاي، بدءًا من تصنيفات الأحجام المختلفة وحتى المبادئ الجمالية التوجيهية.

تعريف البونساي

مصطلح “بونساي”  盆栽هو كلمة يابانية تترجم إلى “شجرة في وعاء”. تعود جذور هذا الشكل الفني إلى ممارسة البستنة الصينية القديمة. والتي تم تحسينها لاحقًا تحت تأثير بوذية الزن اليابانية. و قد تمت ممارسة البونسـاي منذ أكثر من ألف عام بهدف إنشاء تمثيل مصغر وواقعي للطبيعة على شكل شجرة. من المهم أن نلاحظ أن البـونساي ليست نباتات متقزمة وراثيا؛ فعلى العموم يمكن زراعة أي نوع من الأشجار كبونسـاي.

تاريخ البونساي الياباني

بدأت ممارسة زراعة الأشجار القزمة أو الشجيرات الصغيرة أولا في الصين، حيث تمت زراعة الأشجار في صواني وأوعية خشبية وأواني فخارية و تطويرها إلى أشكال طبيعية. ثم اعتمد اليابانيون بعدها هذا الفن، الذي تم تحسينه وتجديده بشكل أساسي من قبلهم. فأول سجل ياباني للأشجار المحفوظة في أصص كان موجودًا في “كاسيغا ـ غونغان ـ غانكي” (1309م)، وهي عبارة عن لفافة صور بقلم تاكاشينا تاكاكان.

بونساي معنى و فلسفة

تمثل شجرة البونسـاي نسخة مصغرة من الطبيعة دون إظهار التدخل البشري بشكل واضح. حيث أن جماليات البونسـاي تشمل المظهر القديم، والطابع المتغير في الجذور المكشوفة، والشكل الطبيعي للأوراق و الأزهار و الأغصان. لهذا تجسد هذه الصفات المفهوم الفلسفي لتغير كل الأشياء، مما يسلط الضوء على الجمال العابر و المتغير باستمرار للطبيعة.

تقنيات و ممارسات بونساي

يتضمن إنشاء البونسـاي العديد من تقنيات البستنة مثل تشذيب رؤوس البراعم، وتقليم فروع الأغصان، وتقنين الأسمدة بعناية مع عدم التخلي عنها. و مع استخدام هذه الطرق للحد من النمو الطبيعي وإعادة توجيهه، يسمح للنبات بالحفاظ على حجم صغير مع تطوير شكل شجرة واقعي. فيتم الحفاظ على ارتفاع أقل من أربعة أقدام (نحو متر) لمعظم نباتات البونسـاي، لكنها ليست متقزمة وراثيًا. النباتات ذات الأوراق الصغيرة تجعل التصميم أسهل، ولكن أي نبات ذو جذع خشبي له فروع حقيقية وأوراق صغيرة أو قابلة للتصغير يمكن زراعته كبونساي.

تصنيفات شجر بونساي

يتم تصنيف البونسـاي حسب الحجم، حيث يعتمد تحديد الفئات في الأصل على عدد الرجال اللازمين لرفع الشجرة البونـساي. وتشمل هذه التصنيفات:

• كيشيتسوبو: 1-3 بوصات (3-8 سم)
• الشيتو: 2-4 بوصات (5-10 سم)
• مامي: 2-6 بوصات (5-15 سم)
• شوهين: 5-8 بوصات (13-20 سم)
•  كومونو: 6-10 بوصات (15-25 سم)
• كاتادي موتشي: 10-18 بوصة (25-46 سم)
• تشومونو / تشيو: 16-36 بوصة (41-91 سم)
• أومونو / داي: 30-48 بوصة (76-122 سم)
• هاتشي أويي: 40-60 بوصة (102-152 سم)
• الإمبراطوري: 60-80 بوصة (152-203 سم)

عملية إنشاء بونساي

تبدأ عملية إنشاء البونـساي باختيار أنواع الأشجار المناسبة. حيث تشمل الأنواع الشائعة اللبخ والعرعر والقيقب الياباني، ولكل منها متطلبات محددة للزراعة والرعاية. يتم بعد ذلك زراعة الشجرة المختارة في أصيص أو وعاء، ويتم إدارة نموها من خلال التشذيب، و ربط الأسلاك، وغيرها من التقنيات.

أوعية أشجار بونساي

تعتبر الأصص المستخدمة في البونسـاي جزءًا لا يتجزأ من هذا الفن. تُصنع هذه الأصص الضحلة تقليديًا في الصين واليابان. وهي مصنوعة من الفخار المحروق. فيجب على هذه الأوعية دعم الشجرة بينما تعمل أيضا كإطار جذاب و مشهد غير غير مؤثر على المظهر العام لهذه التحفة الفنية الحية. وتعتبر أصص الأشجار ذات نمو متعاقب عموديا استثناءً لقاعدة الوعاء الضحل، حيث تحتاج إلى توفير مساحة كافية للجذور ومركز ثقل متوازن.

فنون ذات صلة بالبونساي

في حين أن البونسـاي يشير على وجه التحديد إلى الفن الياباني للأشجار القزمية المحفوظة في أصص، توجد ممارسات مماثلة أخرى في الثقافات الأخرى:

• بنجينغ: الشكل الصيني الأقدم، وغالبًا ما يكون أكبر حجمًا ويتضمن صخورًا تمثل الجبال والمنحدرات.
• سايكي:  نسخة يابانية أحدث، تستخدم الصخور والنباتات الصغيرة لإنشاء مناظر طبيعية مصغرة.
• هون نون بو:  مناظر طبيعية فيتنامية مصغرة تحاكي مناظر الجزيرة والجبال.
• ماي ـ دات:  مؤلفات تايلاندية أكثر زاوية ورمزية.

صيانة ورعاية شجر البونساي

تتضمن رعاية البونساي الري المنتظم والتسميد وإعادة الزراعة في عدة أوعية. حيث يجب إعادة زراعة شجرة البونساي كل سنة إلى 5 سنوات لمنعها من أن تصبح مقيدة بالوعاء. تتضمن الرعاية المناسبة فهم الاحتياجات المحددة لأنواع الأشجار المختارة وتكييف ممارسات الصيانة وفقًا لذلك.

زراعة شجر البونساي

يمكن زراعة البونساي من البذور أو قصاصة جزع أو مخزون المشاتل أو جمعها من البرية (بإذن مناسب). تتمتع كل طريقة بمزاياها، بدءًا من التحكم الكامل في تطور الشجرة وحتى البدء بصيانة شجر البونساي المُشكل مسبقًا.

وفي الختام، ندعوكم لتأمل التحف الفنية الحية من بونسـاي في قلب العاصمة طوكيو:

إعداد و تقديم  Somaya Chan لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان الانضمام لمجموعتها الخاصة عبر فيسبوك.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع. مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

صورة المقال الرئيسية:
Sgerbic | Bonsai Museum