نظرة على العلاقات الثنائية بين لبنان واليابان

نظرة على العلاقات الثنائية بين لبنان واليابان
نظرة على العلاقات الثنائية بين لبنان واليابان

تُعد العلاقات بين اليابان ولبنان قصة حديثة نسبياً، إلا أنها تحمل في طياتها أبعاداً تاريخية وثقافية مثيرة للاهتمام. فمنذ القرن العشرين، شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً، مدفوعة بعوامل سياسية واقتصادية واجتماعية متشابكة. نستعرض في هذا المقال أبرز المحطات في تاريخ هذه العلاقات، وكيف أثرت التطورات الإقليمية والدولية على طبيعتها.

نبذة تاريخية عامة


بدأت العلاقات بين اليابان ولبنان في عام 1954 حيث افتتحت بعثة اليابان في لبنان ثم أعقبها افتتاح بعثة لبنان في طوكيو عام 1957، ثم تم ترقية البعثتين لتحويلها الى سفارتين رسميتين بحلول عام 1959. وقد تأسست الرابطة البرلمانية الليبرالية الديمقراطية اليابانية اللبنانية في عام 1996.

وفي يوليو من العام نفسه، وقع سفير اليابان في لبنان والجمهورية اللبنانية على تبادل مذكرات يمنح بموجبها بنك اليابان للتعاون الدولي لبنان قرضاً بقيمة 13.02 مليار ين (حوالي 120 مليون دولار أميركي، بمعدل فائدة 2.5%، وفترة سداد 25 عاماً بما في ذلك فترة سماح 7 سنوات) لتنفيذ مشروع مكافحة التلوث الساحلي وإمدادات المياه في صيدا وكسروان. 



التبادل الثقافي


بالإضافة إلى برنامج المنح الدراسية وإرسال المتخصصين، تقدم اليابان منحًا ثقافية. كما أقيم “يوم اليابان” في مدينة صور في نوفمبر 2016، كواحد من المشاريع الثقافية للسفارة في الخارج. واستقطب نحو 600 شخصاً. وفي مارس 2017، تم تنظيم حدث تعريفي بفن الكاراتيه الياباني في مدرسة حكومية في جل الديب (إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء المتن في محافظة جبل لبنان). وفي أكتوبر 2018، أقيم حفل مشترك بين المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان وعازفي الطبول اليابانية تايكو في بيروت بالتعاون مع مؤسسة اليابان والهيئات التعليمية اللبنانية. كما أقيم في نوفمبر عام 2018، معرضاً للصور اليابانية “توهوكو من خلال عيون المصورين اليابانيين” في جامعة البلمند والجامعة اللبنانية بالتعاون مع مؤسسة اليابان.


التجارة مع اليابان (2018)

الصادرات: 2.06 مليار (معادن غير حديدية (ألومنيوم))
الواردات: 38.3 مليار (سيارات، آلات كهربائية)

الموقف الياباني من انفجار مرفأ بيروت 2020

بعد تعرض كلا البلدين لأكبر الانفجارات في التاريخ الحديث، كانت الحكومة اليابانية من بين المستجيبين الأوائل لمساعدة لبنان في أعقاب الانفجار عبر عدة قطاعات حيوية. واليوم لا تزال اليابان ملتزمة بتخصيص الموارد لدعم المشاريع التي تدفع باتجاه التنمية الشاملة للبنان والتي تسهم في التخفيف من عبء المصاعب على المجتمعات الأكثر حرماناً في جميع أنحاء البلاد.”  

خصصت اليابان حوالي 5 ملايين دولار كمساعدات طارئة إلى لبنان عند انفجار مرفأ بيروت في أغسطس عام 2020، وأعربت عن أسفها الشديد لهذا الحدث كونها أحد الدول التي تعرضت لأكبر الانفجارات على مر التاريخ (قنبلتي هيروشيما وناغاساكي)، حيث قال سفير اليابان لدى لبنان: “مر بلدانا بأضخم انفجارين… لنا هيروشيما ولكم المرفأ”

إعادة تأهيل وترميم المباني في طليعة المساعدات


وقد اختتمت اليابان في سبتمبر 2022 برنامج UN-Habitat بمساعدة  برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. وهو بمثابة مشروع إعادة تأهيل المباني التراثية بعد انفجار مرفأ بيروت في مجمع الرميل والتي كانت قد تضرّرت بشدة من انفجار مرفأ بيروت

اختتام برنامج UN-Habitat
اختتام برنامج UN-Habitat

يذكر أن مشروع “دعم إعادة تأهيل وإعمار المناطق الحضرية الأكثر ضعفًا في بيروت والمتأثرة بانفجار المرفأ” نفّذه برنامج UN-Habitat بتمويل من الحكومة اليابانية بمبلغ قدره 2.16 مليون دولار أمريكي. حيث تم إنجاز أعمال التأهيل في مجمّع الرميل بالشراكة مع جمعية Live Love Lebanon. ولقد تم اعتماد مقاربة “إعادة البناء بشكل أفضل” حيث أعيد تأهيل 9 من المباني المتضررة بشدة وتدعيم وتقوية مبنيين اثنين. كما تم ترميم المرافق العامة داخل المجمع مما يتيح زيادة المساحات الخضراء والمناظر الطبيعية داخل المدينة.

وقد تضمن تمويل المشروع ما يلي:

  • إعادة تأهيل 11 مبنى ذو قيمة تراثية (تمت إعادة تأهيل 9 منها بالكامل وتم تدعيم وتقوية 2 منها) مع ترميم المرافق العامة الرئيسية في مجمع الرميل بالشراكة مع Live Love Lebanon.
  • إعادة تأهيل 3 أزقة في حي مرعش في بلدية برج حمود.
  • تحسين سبل العيش من خلال أنشطة النقد مقابل العمل بدعم من منظمة التعاون بين الشعوب (PARC Interpeoples’ Cooperation, PARCIC)
  • تقديم الدعم في إطار الخدمات البلدية من خلال تجهيز مركز فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا.
  • تطوير حدائق لزيزا ووليم حاوي بدعم من رشة خير.
  • رفع مستوى الوعي حول فيروس كورونا وتركيب محطّات لغسيل اليدين بدعم  من اللجنة اليابانية لأطفال فلسطين (Committee or the Children of Palestine, Japan) (CCP).

الموقف الياباني في الحرب الإسرائيلية على أراضي فلسطين ولبنان

 توقيع اتفاقية مساهمة بقيمة 3 ملايين دولار أميركي من حكومة اليابان للأونروا، لبنان

وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة بعد طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، ذكرت وزيرة الخارجية يوكو  كاميكاوا أن اليابان تشعر بقلق بالغ إزاء استئناف القتال وأن القتال امتد إلى كافة مناطق قطاع غزة. كما ذكرت الوزيرة في ذلك الوقت، أن اليابان ترغب في التعاون مع بلدان المنطقة، بما في ذلك لبنان. وذلك لتجنب المزيد من تصعيد التوترات، بما في ذلك من خلال التواصل الدبلوماسي مع الأطراف المعنية.

وفي إبريل 2024، أجرت السيدة يوكو كاميكاوا ، وزيرة خارجية اليابان، محادثات مع كل من المسؤولين والمختصين من لبنان ومصر والأردن. بهدف إعلان حكومة اليابان عن قرارها برفع تعليق المساهمات المالية للأونروا وتقديم المساعدة  والخدمات الطبية للفلسطينيين في البلدان والمناطق المجاورة. يذكر أن اليابان تدعم “حل الدولتين”. وتسعى للحفاظ على التعاون الوثيق من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وعلى تعزيز التنسيق الثنائي بشكل أكبر.

دور اليابان في وضع في لبنان أثناء حرب غزة عام 2024

السيدة يوكو كاميكاوا، وزيرة خارجية اليابان، مع معالي السيد عبد الله بو حبيب، وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية.
السيدة يوكو كاميكاوا، وزيرة خارجية اليابان، مع معالي السيد عبد الله بو حبيب، وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية.

أعربت اليابان بقلق بالغ إزاء تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله فيما يتصل بالوضع في لبنان. وشعرت بحزن عميق إزاء سقوط العديد من الضحايا المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال. حيث أعلنت اليابان عن خالص تعازيها للضحايا وأفراد أسرهم المفجوعين.

وقد حثت اليابان جميع الأطراف على اتخاذ كافة التدابير اللازمة على الفور لمنع وقوع إصابات بين المدنيين. ودعت لتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 1701، فضلاً عن الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي. 

ولمنع المزيد من التدهور في الوضع، دعت اليابان إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. كما حثت الأطراف بقوة على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وبذل جهود مخلصة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية.

إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع. مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

0 0 votes
Article Rating

اكتب تعليقًا

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x