الخطوط الجوية اليابانية (JAL) هي شركة طيران مشهورة أصبحت حجر الأساس في الطيران العالمي. فمع بداياتها المتواضعة في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، تطورت الخطوط الجوية اليابانية لتصبح واحدة من أكبر شركات النقل الجوي وأكثرها احترامًا بالعالم. يستكشف هذا المقال تاريخ شركة الطيران، ويسلط الضوء على توسعها وتنوعها ومرونتها في مواجهة التحديات.
التأسيس والسنوات المبكرة
تأسست شركة الخطوط الجوية اليابانية Japan Airlines Co., Ltd. في الأول من أغسطس عام 1951. وهي لاعب بارز في مجال الطيران. وبعد عامين فقط، أعيد تنظيمها لتصبح شركة عامة شبه حكومية. يقع المقر الرئيسي لشركة الطيران JAL في طوكيو، وقد ركزت في البداية على خدمة الرحلات الداخلية داخل اليابان.
يقع المقر الرئيسي لشركة الطيران JAL في مبنى نومورا العقاري، الواقع في 2-4-11 هيغاشي-شيناغاوا، شيناغاوا-كو، طوكيو. وقد حققت نموًا ملحوظًا منذ إنشائها. وترأس الشركة المديرة التنفيذية “ميتسوكو توتوري”. واعتبارًا من 31 مارس 2024، توظف شركة الطيران 13,883 شخصًا. مع قوة عاملة إجمالية موحدة تبلغ 37,869 شخصًا (لكافة فروع الشركة).
تقدم الخطوط الجوية اليابانية مجموعة من الخدمات، بما في ذلك النقل الجوي المجدول وغير المجدول. أي السفر على متن طائرة لا يتم تسيير رحلاتها وفقًا لجداول طيران ثابتة عبر خطوط جوية محددة من وإلى المحطات الثابتة. و خدمات العمل الجوي، وغيرها من الأعمال ذات الصلة. لذلك، على مدار العقود الماضية، اكتسبت شركة الطيران JAL سمعة طيبة من حيث التميز والموثوقية في مجال السفر الجوي. وقامت باستمرار بتوسيع عملياتها وخدماتها لتلبية الاحتياجات المتطورة لركابها.
التوسع الدولي
في عام 1954، شرعت الخطوط الجوية اليابانية في أول رحلة دولية لها إلى سان فرانسيسكو، إيذانًا ببداية توسعها العالمي. فعلى مدى العقد الموالي، وسعت شركة الطيران JAL خدماتها إلى مدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا وأوروبا والهند والشرق الأوسط وأستراليا. و الجدير بالذكر أن الخطوط الجوية اليابانية بدأت خدماتها حول العالم في أواخر الستينيات. وأصبحت أول شركة طيران غير سوفيتية تطير بشكل منتظم فوق سيبيريا في عام 1970. و بحلول الثمانينيات، قامت الخطوط الجوية اليابانية بتوسيع شبكتها لتشمل عدة مدن في الصين.
تنويع الخدمات
لتنويع عملياتها، قامت شركة الخطوط الجوية اليابانية JAL بتطوير شركات تابعة لإدارة الفنادق وتقديم جولات سياحية. في عام 1987، باعت الحكومة اليابانية أسهمها في الشركة، مما أدى إلى خصخصة شركة الطيران JAL بالكامل. ثم حدث اندماج كبير مع شركة نظام الطيران الياباني (Japan Air System (JAS في عام 2002، مما أدى إلى إنشاء شركة الطيران الدولية JAL للرحلات الدولية و شركة الطيران المحلية JAL للرحلات الداخلية بحلول عام 2004. بعدها تم توحيد هذه الأقسام في عام 2006 تحت اسم الخطوط الجوية اليابانية الدولية.
التحديات والتحالفات التاريخية
انضمت الخطوط الجوية اليابانية إلى تحالف الطيران العالمي الأوحد The OneWorld Global Airline في عام 2005. مما أدى إلى تعزيز وصولها واتصالها الدولي. و على الرغم من مواجهة تحديات مالية شديدة وتقديمها بطلب الحماية من الإفلاس. في عام 2010، ظلت شركة الطيران JAL لاعبًا رئيسيًا في مجال الطيران العالمي. وعرفت بمرونتها والتزامها بالتميز.
من عام 1951 إلى عام 1960
خضعت الخطوط الجوية اليابانية (JAL) خلال هذا العقد لرحلة تحويلية، مسجلة بذلك معالم هامة في تاريخ الطيران. فقد تأسست شركة الطيران JAL في الأول من أغسطس عام 1951. و تركزت عملياتها الأولية في منطقة غينزا بطوكيو. ثم سرعان ما وسعت نطاق وجودها المحلي، وافتتحت خطوطا مثل طوكيو إلى فوكوؤكا وأوساكا. شهدت هذه الفترة ريادة شركة الطيران JAL في تقديم الخدمات على متن الطائرة في اليابان. حيث قدمت خدمات الوجبات ووضعت معايير جديدة في مجال الضيافة الجوية.
في عام 1954، حققت الخطوط الجوية اليابانية إنجازًا كبيرًا بأول رحلة دولية لها من طوكيو إلى سان فرانسيسكو عبر هونولولو، باستخدام طائرات DC-6B. واصلت شركة الطيران الابتكار، حيث قدمت طائرات جديدة مثل DC-7C و DC-8C، ووسعت مساراتها إلى وجهات مثل بانكوك ولندن. وقد تم التأكيد على التزام شركة الطيران JAL بالتميز في الخدمة من خلال الأحداث المهمة. مثل نقل كبار الشخصيات والملوك، بما في ذلك إمبراطور وإمبراطورة اليابان.
و بحلول نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، كانت الخطوط الجوية اليابانية قد رسخت مكانتها كشركة رائدة في مجال السفر الجوي المحلي والدولي. فوضعت الأساس للنمو المستقبلي والتقدم التكنولوجي في صناعة الطيران. عزز هذا العصر سمعة شركة الطيران JAL فيما يتعلق بالموثوقية والراحة والروح الرائدة في مجال الطيران العالمي.
من عام 1961 إلى عام 1970
واصلت الخطوط الجوية اليابانية (JAL) مسارها كشركة رائدة في مجال الطيران العالمي. والذي يتميز بالابتكار والتوسع. في عام 1961 قدمت الخطوط الجوية اليابانية طائرة DC-7F، وهي أول سفينة شحن كبيرة في اليابان، ووسعت خطوطها لتشمل أوساكا إلى سابورو. كما أدرجت الشركة أسهمها في بورصة طوكيو، مما يعكس مكانتها المتنامية. بالإضافة إلى توسعها للسفر إلى عدة وجهات دولية جديدة مثل نيويورك وجاكرتا وكوالالمبور وأمستردام ولندن.
وتم إنشاء JALPAK لعروض السفر الدولية وإدخال نادي الخطوط الجوية اليابانية العالمي (JGC) للمسافرين الدائمين. ولعبت شركة الطيران أيضًا دورًا محوريًا في الأحداث العالمية. حيث عملت كناقل رسمي لمعرض إكسبو العالمي في اليابان -آنذاك- إضافةً إلى فعاليات الرياضات الشتوية الدولية في سابورو.
من عام 1971 إلى عام 1980
قامت الخطوط الجوية اليابانية (JAL) بتوسيع حضورها العالمي وواصلت الابتكار في مجال الطيران. بدأ العقد بإدخال خطوط جديدة مثل أوساكا إلى بوسان وإجراء ترقيات كبيرة للأسطول. بما في ذلك طائرة الشحن الحصرية DC-8F. لعبت الخطوط الجوية اليابانية أيضًا دورًا محوريًا في البعثات الدبلوماسية. حيث قامت برحلات خاصة للزيارات الودية التي تقوم بها العائلة الإمبراطورية اليابانية. وقد تعرضت شركة الطيران أيضًا لأزمات تاريخية. مثل أزمة اختطاف الرحلة 404 بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار أمستردام، وتفجيرها في بنغازي في ليبيا.
وقدمت الخطوط الجوية اليابانية طوال فترة السبعينيات طائرات متقدمة مثل B747-SR وDC-10. بالإضافة إلى أنها أسست الخطوط الجوية اليابانية الآسيوية للخطوط الإقليمية. وافتتحت خطوطا إلى مدن عالمية رئيسية. بما في ذلك كوبنهاغن وزيوريخ ومدريد.
من عام 1981 إلى عام 1990
واصلت الخطوط الجوية اليابانية (JAL) الازدهار والابتكار في مجال الطيران العالمي. فقد بدأ العقد مع الحصول الأوسمة. حيث حصلت شركة الخطوط الجوية اليابانية على لقب “شركة الطيران لعام 1980” من قبل مجلة عالم النقل الجوي الأمريكية U.S. Air Transport World Magazine. كما كان تقديم Sky-Recliners في خطوطها نحو نيويورك والخطوط الموسعة مثل سابورو إلى هونولولو وأوساكا إلى لوس أنجلوس علامة بارزة في راحة الركاب ونمو الشبكة.
لعبت الخطوط الجوية اليابانية طوال هذه الفترة أيضًا دورًا رئيسيًا بالتبادلات الثقافية والجهود الإنسانية. حيث قامت بنقل مواد مثل البطانيات إلى إثيوبيا والقيام برحلات إغاثة خلال الأزمات الدولية. واختتم العقد بترسيخ شركة الطيران JAL لمكانتها كشركة رائدة في مجال الطيران العالمي. ومعترف بها لابتكاراتها وجودة خدماتها وشبكتها الواسعة التي تربط اليابان بالعالم.
من عام 1991 إلى عام 2000
قامت الخطوط الجوية اليابانية (JAL) بتوسيع نطاق انتشارها العالمي وواصلت الابتكار في خدمات الطيران. حيث بدأ العقد بافتتاح خطوط دولية جديدة مثل طوكيو ناريتا إلى واشنطن، والتي تضم “JAL Sushi Bar” (قسم خاص لتقديم السوشي) الحصري في الدرجة الأولى. قامت شركة الطيران JAL أيضًا بتنويع شبكتها المحلية، حيث أدخلت خطوطا جوية مثل هيروشيما إلى أويتا ومن أوساكا إلى ماتسوياما.
في عام 1994، قدمت JAL طائرة MD-11، الملقبة بـ “J-Bird”، وكانت رائدة في مجال مقاعد التدليك الهوائي الأولى في العالم في الدرجة الأولى. ثم عززت شركة الطيران بعدها خدماتها من خلال تقديم المبيعات على متن الطائرة. وتوسيع تواجدها عبر الإنترنت من خلال خدمات الإنترنت المبكرة.
بحلول أواخر التسعينيات، أنشأت شركة لطيران JAL شركات تابعة مثل JAL Express (JEX) وJ-AIR، مما أدى إلى توسيع عملياتها الإقليمية والمحلية. تبنت شركة الطيران المبادرات البيئية والتبادلات الثقافية، والتي تجسدت في طائرات خاصة مطلية بالشعارات الوطنية لأحداث بارزة مثل أولمبياد سيدني.
من عام 2001 إلى عام 2010
شهدت الخطوط الجوية اليابانية (JAL) مراحل وتحولات مهمة. في عام 2001، احتفلت شركة الطيران JAL بالذكرى الخمسين لتأسيسها من خلال تقديم طائرات ذات طابع خاص. مع تطورات مثل وضع أجهزة تخطيط دقات القلب ومزيل الرجفان الخارجي الآلي .(AED) على متن الرحلات الدولية لتحسين الإسعافات الأولية. وفي العام التالي، حصلت الخطوط الجوية اليابانية على لقب “شركة طيران العام” لجهودها الإصلاحية. وقد أدى الاندماج مع شركة نظام الطيران الياباني Japan Air System في عام 2004 لتشكيل نظام الخطوط الجوية اليابانية Japan Airlines System Corporation، مما عزز انتشارها المحلي والدولي.
كما شهد منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مشاركة شركة الطيران JAL بالتحالفات العالمية. وإدخال خدمات متميزة مثل الدرجة الاقتصادية المتميزة. وبحلول عام 2009، واجهت الشركة تحديات مالية. وتقدمت بطلب لإعادة التنظيم تحت قيادة جديدة تشكلت من “كازو إيناموري” رئيسًا للشركة، و “ماسارو أونيشي” رئيسًا تنفيذيا، و”هيساو تاجوتشي” نائبًا للرئيس التنفيذي. و على الرغم من النكسات التي واجهتها، واصلت الخطوط الجوية اليابانية الابتكار من خلال طائرات خاصة ومبادرات صديقة للبيئة. وبلغت ذروتها بالموافقة على خطة إعادة التنظيم في عام 2010، الذي مثل فصلًا جديدًا لشركة الطيران.
من عام 2011 إلى عام 2020
شهدت الخطوط الجوية اليابانية (JAL) تحولات وإنجازات كبيرة. فبعد الخروج من الإفلاس. وفي عام 2010، قامت شركة الطيران JAL بإعادة هيكلتها وتغيير علامتها التجارية، وإطلاق خدمات ومبادرات جديدة لاستعادة مكانتها في صناعة الطيران العالمية، أوقفت الشركة طائرتها الشهيرة بوينغ 400-747 Boeing في عام 2011 عن الخدمة. وقدمت شعارًا جديدًا تسورومارو و الذي يمثل بداية جديدة. بعدها ركزت شركة الطيران على الاستدامة. وفازت بجوائز لمبادراتها الصديقة للبيئة وأطلقت طائرات خاصة لدعم القضايا والأحداث المختلفة، بما في ذلك أولمبياد طوكيو 2020.
مزايا انفردت بها JAL
كان التقدم التكنولوجي من ضمن أولويات شركة الطيران JAL، مع تقديم خدمة الواي فاي على متن الطائرة. إضافةً لتكوينات المقاعد المبتكرة مثل جناح السماء 777 Sky Suite. وقد أكدت جوائز الالتزام بالمواعيد وجودة الخدمة التزام الشركة بالتميز.
بحلول عام 2020، تطورت الخطوط الجوية اليابانية لتصبح شركة طيران حديثة تتبنى الابتكار الرقمي والخدمات التي تركز على العملاء. مع الاستمرار في دعم المبادرات الثقافية والمجتمعية من خلال هيكل طائراتها الفريد من نوعه. شهد هذا العقد عودة مرنة لشركة الطيران JAL، مما عزز سمعتها كشركة طيران رائدة في آسيا وخارجها.
من عام 2021 حتى الآن
سلكت الخطوط الجوية اليابانية (JAL) مسارًا ديناميكيًا من عام 2021 إلى عام 2024. تميز بمبادرات استراتيجية وأوسمة على مختلف الجبهات. كثفت شركة الطيران JAL في عام 2021 عروض خدماتها. وذلك من خلال إطلاق دعم شركات النقل التجارية “JAL Business Carrier Support” لتوفير خدمة التعليم من قبل مضيفة مقصورة الطائرة. وافتتحت خطوطا جديدة مثل هانيدا-موسكو. كما أعطت الأولوية لسلامة الركاب من خلال وضع طبقات مضادة للفيروسات على طائراتها. وتوج العام بجوائز مرموقة، بما في ذلك الاعتراف كأفضل درجة اقتصادية في العالم من قبل سكاي تراكس Skytrax عام 2021.
واستمر الزخم حتى عام 2022 مع إنجازات رائدة مثل أول غسيل رغوي لمحركات الطائرات الإقليمية في العالم. وإصدار سندات انتقالية كجزء من جهود الاستدامة. قامت شركة JAL بتوسيع بصمتها الرقمية من خلال مبادرات مثل مشروع فوروساتو “JAL Furusato” على اليوتيوب. وتعاونت في تطوير البنية التحتية للطائرات بدون طيار. كما قد تم التأكيد على التزام الشركة ببرنامج الاستدامة من خلال اختيارها لمؤشر الإزهار في اليابان “FTSE Blossom Japan Index”، وإطلاق برامج تعويض الكربون.
بحلول عام 2023، عززت شركة الطيران JAL سمعتها، وحصلت على تصنيف 5 نجوم من سكاي تراكس Skytrax للعام السادس على التوالي. وعززت التزاماتها البيئية بتقنينها من استخدام ثاني أكسيد الكربون برحلاتها الجوية. بالإضافة إلى مواصلتها الابتكار من خلال اقتناء طائرات جديدة وحظيت بالثناء على تقاريرها المتكاملة وممارساتها المتعلقة بمشاركة الموردين.
اقرأ أيضاً: أفضل 15 وجهة سياحية في العاصمة طوكيو
إعداد و تقديم Somaya Chan لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان الانضمام لمجموعتها الخاصة عبر فيسبوك.