مررت محكمة محلية في طوكيو حكماً بالسجن لمدة 6 سنوات على مسؤول بيروقراطي ياباني سابق لقيامه بقتل ابنه طعناً بسكين خلال يونيو/حزيران الماضي.
نائب وزير وبيروقراطي سابق
حكمت محكمة محلية في طوكيو بالسجن لمدة 6 سنوات على هيديئكي كومازاوا (76 عاماً)، والذي كان نائباً أسبقاً لوزير الزراعة، الغابات والثروة السمكية، وبيروقراطي سابق رفيع المستوى في الحكومة. وذلك لقيامه بقتل ابنه “إيتشيرو” والبالغ من العمر 44 عاماً، عبر طعنه بسكين في صدره ورقبته عدة مرات خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
وقال القاضي المُشرف على القضية “تومويوكي ناكاياما” أن الجريمة كانت قد وقعت بسبب جدال دار بين الابن المنعزل اجتماعياً (والذي كان عنيفاً تجاه والده) والجاني (كومازاوا)، والذي كانت لديه نية قوية للقتل، بعد أن تم إيجاد أكثر من 30 جرحاً على جثة ابنه، عند إجراء التحقيقات.
وخلال جلسة استماعية في المحكمة قال الجاني كومازاوا بأن ابنه إيتشيرو قام بتهديده بالقتل في نفس اليوم الذي وقعت فيه الحادثة. وشرح الجاني بأنه هرع إلى المطبخ ليحضر سكيناً كردة فعل لتهديد ابنه، وقام بعدها بطعنه عدة مرات بعد جدال محتد بينهما.
مقال ذو صلة: حكم الإعدام بحق شرطي ياباني سابق قتل عائلته خنقاً بيديه!
ضحية منعزلة اجتماعياً
رفضت المحكمة المحلية في طوكيو جدال الجاني بأنه شعر بالتهديد قبيل ارتكابه للجريمة، وذلك بناءً على التحقيقات التي أجريت في مسرح الجريمة والتي تدل على أن الهجوم كان من طرف واحد فقط. وانتقدت المحكمة أفعال الجاني “محدودة البصيرة” قائلةً بأنه كان بإمكانه اللجوء إلى الشرطة أو مساعدة طبيب لحل النزاع مع ابنه الأكبر المنعزل اجتماعياً منذ وقتٍ طويل.
وعلى الجانب الآخر، أخذت المحكمة بعين الاعتبار اهتمام الجاني بابنه الأكبر لوقتٍ طويل خلال عزلته الاجتماعية. وعلى هذا الأساس فجريمة القتل لا تعتبر جريمة بنفس جدية الجرائم من نفس الفئة. وكان من المخطط أن يُحكم على كومازاوا بالسجن لمدة 8 سنوات، ولكن فريق الدفاع جادل بأن الجاني اعتنى بابنه الأكبر لفترة طويلة والذي كان يُعاني من العُزلة الاجتماعية واضطرابات عقلية كثيرة.
يذكر أن ظاهرة الانعزال الاجتماعي في اليابان تعرف باسم “هيكيكوموري“، ويُعاني منها نحو مليون شخص في البلاد، وهي ظاهرة شديدة الغموض. وتشهد البلاد تزايداً ملحوظاً في أعداد المنسحبين اجتماعياً على مر السنوات.
مقال ذو صلة: هيكيكوموري | قصة العُزلة الاجتماعية ومليون اليابان المفقود
955 رسالة على تويتر
قال فريق دفاع الجاني، أنه قام بإرسال 955 رسالة لابنه الأكبر عبر تويتر على مدار نحو سنة ونصف، ليذكره أن يعيش حياةً صحية ويخرج القمامة من منزله. وكان يقوم بدفع جميع تكاليف المعيشة لابنه الأكبر، ويزوره كل شهر لينظف له منزله.
وكان يشجع ابنه على الخروج وإيجاد عمل ويحاول أيضاً مساعدته على عيش حياة طبيعية. واعترف الجاني كومازاوا بجريمته في المحكمة قائلاً: “أعتقد بأنهُ من واجبي أن أدفع ثمن جريمتي، وأصلي لأن يقضي ابني وقتاً مسالماً في الآخرة”.
يذكر أن كومازاوا كان بيروقراطي سابق رفيع المستوى في الحكومة، وخدم في وزارة الزراعة اليابانية منذ عام 1967، وأصبح نائباً للوزير في عام 2001 ولكنه استقال على خلفية تقصير الوزارة في التعامل مع مرض جنون البقر آنذاك. وثم أصبح سفيراً لليابان في جمهورية التشيك بين عام 2005 و 2008. ويذكر أن هذه القضية سلطت الكثير من الاهتمام على ظاهرة الانعزال الاجتماعي في اليابان أو “هيكيكوموري“.
المصادر: شرطة العاصمة طوكيو – محكمة طوكيو المحلية – وكالة كيودو اليابانية
صورة المقال الأصلية: الجاني هيديئكي كومازاوا | عبر وكالة كيودو
الضروف النفسية الصعبة هي التي جعلت الاب يقوم بطعنه عدة مرات لانه عندما تعيش مع ابنك وهو في حالة غير طبيعية يجعل حياتك جحيما. لنفترض ان المدة كانت طويلة جدا يكون الاب تعذب كثيرا. ويجب اخد الاعتبار ان الاب يبلغ 76 عاما وهدا عامل اخر بان يقوم الاب بهدا التصرف
يبدو ان الوالد لم يتحمل الضغوط النفسية الكثيرة جراء انعزال والده واعبائه المادية الكثيرة فقرر التخلص منه في النهاية
يا له من مسكين!
لحظة غضب وتسرع تساوي سجن 8 سنوات!
لحسن حظه لهيديئكي كامازاوا فقد رحموه من سنتين سجن !
قصة حزينة للطرفين و أشكر القضاء اليابان على تفهمه
يبدو ان الانعزال والضغوط أفقدته صوابه لكن هذا ليس مبررا