تُجري اليابان العديد من التجارب السريرية، وتستخدم فيها مختلف الأدوية المتوفرة تجارياً من أجل مساعدة مرضى فيروس كورونا الجديد على التعافي بشكلٍ أسرع لغاية تطوير علاج أو لُقاح نهائي للفيروس. في هذا المقال سنتناول أبرز الأدوية المستخدمة حالياً في اليابان في حربها ضد فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19).
لماذا الأدوية المتوفرة تجارياً؟
يقول الخبراء حول العالم، أن الزمن التقديري المطلوب لتطوير لُقاح أو علاج نهائي لفيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19)، يتراوح بين 9 أشهر وحتى 18 شهراً كأقل تقدير. وهذه فترةٌ طويلةٌ جداً بالنظر لتسارع جائحة كورونا بشكلٍ غير مسبوق.
حيث سُجلت أكثر من 430,000 حالة إصابة مؤكدة (1,300 منها في اليابان) مع أكثر من 19,600 وفاة (43 منها في اليابان) في 172 دولة ومنطقة حول العالم، حتى الـ25 من مارس/آذار 2020 وفق بيانات منظمة الصحة العالمية.
وحتى إنتاج لُقاح أو علاج نهائي، تُجري العديد من الدول (من ضمنها اليابان) تجارب سريرية واسعة بواسطة الأدوية المتوفرة تجارياً، لمحاولة مساعدة مرضى “كوفيد – 19” على التعافي بشكلٍ أسرع. ويقول خبراء في اليابان أن الكثير من هذه التجارب ستكون نتائجها واضحة خلال منتصف أو نهاية شهر أبريل/نيسان 2020.
دواء “آفيغان” (فـافـيـبـيـرافـيـر)
نال دواء “آفيغان – Avigan” ياباني الصنع شهرةً واسعةً خلال الأيام الماضية من بين الأدوية الأخرى، بسبب نجاحه في الصين في مساعدة مرضى فيروس كورونا الجديد على التعافي بشكلٍ أسرع بنسبة تصل حتى 91%. حيث طُور هذا الدواء من قبل شركة يابانية رائدة للأدوية تدعى “توياما للمواد الكيميائية – Toyama Chemical” تابعة لشركة يابانية كبرى تدعى “فوجي فيلم – Fujifilm” القابضة. ويستخدم حالياً في تجارب سريرية عدة على مرضى الفيروس الذين يُعانون من أعراض متوسطة الشدة (لا يُعالج الحالات الحرجة بسبب تضاعف الفيروس).
ويُعتبر دواء “آفيغان” (يُعرف أيضاً باسمه التجاري “فـافـيـبـيـرافـيـر – Favipiravir”) مضاد للفيروسات (كفيروس الإنفلونزا). و وافقت وزارة الصحة اليابانية على استخدامه تجارياً لأول مرة في عام 2014 داخل اليابان، وكانت له نتائج مبهرة بعدما تبرعت به الحكومة اليابانية في عام 2016 لدولة غينيا من أجل مكافحة تفشي فيروس “إيبولا” الفتاك. وتقول وزارة الصحة بأنها تمتلك حالياً 2 مليون حبة دواء من “آفيغان”.
دواء “سيكلسونايد” (ألفيسكو)
يقول خبراء في اليابان بأن دواء “سيكلسونايد – Ciclesonide” (يتناول بالاستنشاق كونه بخاخ/جهاز استنشاق) المضاد لنوبات الربو، كان له تأثيراً واضحاً في مساعدة مرضى كورونا الجديد على التعافي بشكلٍ أسرع من ذي قبل. ويُعرف هذا الدواء أيضاً، باسمه التجاري “ألفيسكو – Alvesco”. وتم تطويره من قبل شركات خاصة في الولايات المتحدة و كندا، ويتوفر بنسخته المحلية في البلاد والتي طُورت من قبل شركة “تيجين فارما” اليابانية الرائدة.
وأثبت هذا الدواء نجاحه في تجارب سريرية تمت في محافظة كاناغاوا بالقرب من طوكيو. حيث أختبر الدواء على 3 مصابين بفيروس كورونا الجديد، الأولى كانت امرأة بعمر الـ70، حيث انخفضت درجة حرارتها بعد يومين من تعاطيها الدواء، وتمكنت من التعافي من التهاب رئوي حاد تسبب به الفيروس وغادرت المستشفى بعد 8 أيام فقط.
والحالة الثانية كانت لرجل في سن الـ70 والذي تعافى أيضاً بنفس الطريقة، والحالة الثالثة كانت لامرأة أخرى بسن الـ60 والتي تعافت بشكلٍ كبير في مدة زمنية مقاربة. ويتم استخدام هذا الدواء حالياً في تجارب سريرية على 10 أشخاص في البلاد. ويقول الأطباء في “المعهد الوطني للأمراض المُعدية” في اليابان، بأن الدواء أثبت فعاليته في الحد من الالتهاب الرئوي ومنع الفيروس من التكاثر.
دواء “ريمديسيفير”
يُستخدم دواء “ريمديسيفير – Remdesivir” المضاد للفيروسات، في تجارب سريرية مشتركة بين اليابان والولايات المتحدة. ويقول مسؤول في “المركز الوطني الياباني للصحة والطب العالمي”، بأن الدواء يُستخدم حالياً على 9 مرضى مصابين بفيروس كورونا الجديد، ويعانون من حالات حرجة.
وأثبت الدواء فعاليته في عدة حالات حرجة وضعت تحت أجهزة لمساعدة القلب والرئتين على الراحة (أجهزة لأكسجة الأغشية من خارج الجسم)، حيث لم تتوفى أي حالة منها حتى الآن. وطُور هذا الدواء من قبل شركة أمريكية لمكافحة تفشي فيروس “إيبولا” الفتاك في القارة الإفريقية قبل عدة أعوام. و وفق أطباء في الولايات المتحدة، ساعد هذا الدواء على علاج رجل في البلاد بعدما وفرته الشركة المنتجة للأطباء كجزء من تجارب سريرية.
دواء “هيدروكسي كلوروكوين” (بلاكنيل)
بعد أن ذكره الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في خطاب، أصبح “هيدروكسي كلوروكوين – Hydroxychloroquine”، والذي يُعرف باسمه التجاري “بلاكنيل – Plaquenil” أشهر الأدوية المحتملة لمكافحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19)، ومساعدة المرضى على التعافي بشكلٍ أسرع.
حيث طُور الدواء من قبل شركة أمريكية، ونال الموافقة من قبل الحكومة الأمريكية للاستخدام التجاري في عام 1955. واستخدم كدواء مضاد للملاريا، وأمراض أخرى مثل “التهاب المفاصل الروماتويدي” و “البُرفيرية الجلدية” وغيرها. ويستخدم هذا الدواء حالياً في تجارب سريرية في اليابان (بنسخته اليابانية) والولايات المتحدة (بنسخته الأمريكية)، وكان ذو فعالية في علاج مصاب ستيني بفيروس كورونا، كان يخضع لعلاج غسيل الكلى في الولايات المتحدة.
وأدى تعاطي الرجل للدواء إلى انخفاض درجة حرارته من 38 مئوية إلى الطبيعية خلال 3 أيام فقط. ولكن مع ذلك، يقول الأطباء والخبراء حول العالم أن هذا الدواء يمتلك أعراضاً جانبية خطيرة مثل: التقيؤ، الصداع، ضعف العضلات وفقدان الرؤية، في حال تم استخدامه دون إشراف طبي.
ملاحظة: هذه الأدوية تُساعد المرضى على التعافي بشكلٍ أسرع وليست علاجاً نهائياً أو لقاحاً للفيروس. عملية تطوير لقاح معقدة بشدة وستتطلب وقتاً أطول. يرجى عدم استخدامها دون إشراف طبي!
دواء لوبينافير/ريتونافير (كاليترا)
يُستخدم دواء “لوبينافير/ريتونافير – Lopinavir/ritonavir” بنسخته اليابانية في اليابان في تجارب سريرية تُجرى من بداية شهر مارس/آذار 2020. حيث لاقى الدواء نجاحاً طفيفاً وسط المصابين بفيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19).
ويعرف هذا الدواء باسمه التجاري “كاليترا – Kaletra”، ويُعد من أشهر الأدوية المضادة للفيروسات حول العالم، ويستخدم عادةً كدواء مضاد لفيروس الـ”HIV” المُسبب لمرض الأيدز. وطُور هذا الدواء من قبل شركة أمريكية، و وافقت الحكومة على استخدامه تجارياً في عام 2000.
حيث قال مسؤول في وزارة الصحة اليابانية بأن الدواء أعطي لنحو 70 مريضاً بالفيروس في إطار تجارب سريرية، وساعد على تخفيف أعراضهم بشكلٍ ملحوظ. ولكنه يعمل على المرضى الذي يُعانون من أعراض متوسطة الشدة، ولا يعمل على الذين يُعانون من حالات حرجة تضاعف فيها الفيروس داخل الجسد. ومن الجدير بالذكر أن هذا الدواء يُستخدم من قبل الصين أيضاً في محاولات لعلاج المرضى، وبالرغم من فعاليته إلا أنه قد يتسبب بأعراض جانبية خطيرة للنساء الحوامل كبقية الأدوية غير المخصصة لعلاج فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19).
ليست أدوية، ولكنها جهود تستحق الإشادة!
• تستخدم اليابان جهازاً لأكسجة الأغشية من خارج الجسم يدعى “Extracorporeal Membrane Oxygenation” أو “ECMO” كاختصار، وقد أثبت نجاحه في مساعدة أصحاب الحالات الحرجة على التعافي بشكلٍ أسرع.
كتبنا مقالاً مفصلاً عن الجهاز، يمكن مراجعته عبر الضغط على الصورة في الأسفل:
اليابان تعالج مرضى فيروس كورونا الجديد عبر جهاز لأكسجة الدم
• طورت شركة يابانية تدعى “كورابو إندستريز” عُدة جديدة وبسيطة بالتعاون مع شركة في الصين، تكشف عن وجود فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19) في 15 دقيقة فقط. وستقلل هذه العُدة الجديدة الوقت المطول والكلفة الكبيرة للكشف عن الفيروس بالطريقة التقليدية المستخدمة في أغلب دول العالم. وتدعى الطريقة التقليدية “تفاعل البلمرة المتسلسل” أو “PCR” كاختصار.
وتقول الشركة بأنها ستبدأ ببيع العُدة في اليابان قريباً، وستكلف العُدة الواحدة منها 25 ألف ين (نحو 240 دولار) ويمكن استخدامها لتحليل 10 عينات مختلفة. ومن الجدير بالذكر أن هذه العُدة ستباع للمستشفيات والمختبرات المختصة فقط (لن يدفع المريض هذه الكُلفة لشرائها).
المصادر: وزارة الصحة، العمل والرفاه اليابانية – وكالة كيودو اليابانية – صحيفة “ذا ماينيتشي” اليابانية – صحيفة “Japan Times” اليابانية – هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية – المركز القومي لتطوير التكنولوجيا الحيوية في الصين – وكالة رويترز – المركز الوطني الياباني للصحة والطب العالمي – المعهد الوطني للأمراض المُعدية في اليابان
صورة المقال الأصلية: فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19 أو الفيروس التاجي) تحت المجهر الإلكتروني، بينما يخرج من جدران خلايا مزروعة مخبرياً | عبر المعهد الوطني للأمراض المُعدية في الولايات المتحدة
هذة دعوة للعالم بأمل التعاون مع اليابان لإنقاذ البشرية والتخفيف من معاناتها لا سيما وأن الملايين من البشر لا يمتلكون القدرة والموارد للبحث والتحصيل ، وغني عن القول بأن تكلفة البحث والحصول علي الأدوية للتشافي من هذا الوباء هي أرخص بكثير من تكلفة الحروب والنزاعات في العديد من بقاع العالم، ..، أيها القادة والسياسيون فى العالم المتحضر كما تدعون … اليس منكم رجل رشيد … ، اين الحكماء من الرواد ومن حاملي جوائز نوبل في العلوم والسلام وغير ذلك ……،،
نتمنى القضاء على هذا الوباء العالمي قريبا ان شاء الله
مقال رائع شكرا
تم
نتمنى من الله عز وجل أن يرفع عنا هذا البلاء
العالم ينتظر دواء فعال ضد الفيروس،فمعظم الأدوية المصنعة هدفها ربحي
ممتاز و رائع مثل هذه الاكتشافات في مجال الطبي و يخص أدوية مضادة
لفيروس كورونا الذي يفتك بشعوب العالم قاطبة.
من المؤسف والمحزن ان نرى دول امريكا كندا اليابان الصين استراليا روسيا فرنسا بريطانيا المانيا وغيرها تتسابق لتطوير لقاح لفيروس كورونا مختبرات جد متطورة وبحوث علمية الكل يريد السبق ودولنا العربية تخترع النكت وهناك من ادعى انه لديه علاج كورونا خرافات و اشاعات يااسفاه
تم قراءة المقال.
لابد من تعاون وتكاتف دول العالم اجمع حتى تمر هذه الازمه
نتمنى القضاء على هذا الوباء القاتل وباسرع وقت
أظن أن الطلوروكين هو أكثر دواء اثبت نجاعته في انتظار اكتشاف الجديد
نتمي القضاء على الوباء و ان يقل انتشاره
الشفاء العاجل للجميع أن شاء الله . . ♡
تستخدم اليابان مؤقتا ادوية كأفيغان وبلاكنيل وغيرها لخفض حرارة الجسم ريثما يتم ايجاد اللقاح النهائي لفيروس كورونا
اللقاح هو الحل