نظرة شاملة على منتخب اليابان لكرة القدم

نظرة شاملة على منتخب اليابان لكرة القدم
نظرة شاملة على منتخب اليابان لكرة القدم

يُعتبر منتخب اليابان لكرة القدم من أقوى المنتخبات الاَسيوية وصاحب سمعة طيبة على المستوى العالمي. حيث يحظى اللاعب الياباني بتقدير عالٍ أينما حل وارتحل وذلك لانضباطه والتزامه الكبيرين مما انعكس على مستوى منتخب بلاده.

هذه السمعة الطيبة للمنتخب الياباني لم تأتِ من فراغ. بل جاهدت الكرة اليابانية كثيراً ولعشرات السنين حتى وصلت لما هي عليه الاَن. حيث يعود تأسيس الاتحاد الياباني لكرة القدم إلى عام 1921. عانت الكرة اليابانية كثيراً قبل عام 1992. وذلك بسبب قلة الدعم وعدم انتشار اللعبة بين الناس والتي كانت تطغى عليها لعبة البيسبول.

هذا لم يمنع الكرة اليابانية من أن تُصيب نجاحاً هنا وهناك وعلى فترات متطاولة في الزمن. كما حدث في مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام1968 في ميكسيكو سيتي. حيث سطر المنتخب الياباني ملحمة كروية. وكانت مفاجأة المسابقة عندما حقق الميدالية البرونزية بعد تحقيق نتائج باهرة ضد منتخبات لها وزن كبير كالبرازيل وإسبانيا وفرنسا والمكسيك. حتى أن هداف المسابقة كان اللاعب الياباني “كونيشيجي كاماموتو” برصيد 7 أهداف.

غطّت الكرة اليابانية في سُبات عميق بعد ذلك الإنجاز الكبير. وذلك عطفاً على ضعف المسابقة المحلية. والتي كانت غير محترفة ولا تلقى الدعم المناسب إلى جانب عدم تفرغ اللاعبين لهذه اللعبة. حيث كان معظم الممارسين لها موظفين في شركات ومصانع مختلفة ويمارسون لعبتهم في أوقات الفراغ فقط.

مما انعكس ذلك على مستوى المنتخب وغاب عن مسرح الإنجاز الاَسيوي والدولي عشرات السنين. جاء عام 1991 والذي حمل في ثناياه تغيراً جذرياً حوّل مستقبل الكرة اليابانية للأفضل. وجعلها من ضمن منتخبات النخبة اَسيوياً وصاحبة سمعة قوية دولياً. التغير جاء بعد اعتماد نظام الاحتراف وتشكيل رابطة لدوري المحترفين. مما أوجب على الشركات اليابانية دعم الأندية التي تحمل اسمها وتفريغ اللاعبين لممارسة كرة القدم. وذلك تطبيقاً للمقولة الكروية الشهيرة “دوري كرة القدم القوي والتنافسي يُفرز منتخباً قوياً”. جاءت النجاحات سريعاً حيث حصد المنتخب لقب بطولة كأس أمم اَسيا عام 1992 معلناً عن فارس كروي جديد يُهدد عروش المنتخبات الاَسيوية العريقة ككوريا الجنوبية والسعودية وإيران. ومُفرزاً جيلاً من اللاعبين ستعتمد عليهم الكرة اليابانية لسنوات عديدة وعلى رأسهم “كازوتشي ميورا”. حتى أن الإعلام الرياضي العربي أطلق لقب “الكومبيوتر الياباني” على المنتخب لما قدمه من مستوى مذهل في الدورة.

مأساة التأهل إلى مونديال الولايات المتحدة 1994

ذكرى عدم التأهل لمونديال 1994 لازالت محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم اليابانية. فبعد حصد لقب كأس اَسيا 1992 كان الهدف التالي هو التأهل لكأس العالم لأول مرة. وهذا ما كان سيحدث حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع في مباراة منتخب اليابان الأخيرة في التصفيات أمام العراق. حيث استقبلت الشباك اليابانية هدف التعادل الثاني الذي حرمها التواجد بين منتخبات النخبة في المونديال الأمريكي. ولأن الإنجاز يولد من رحم المعاناة، عاد فريق الساموراي أقوى وتأهل لكأس العالم 6 مرات متتالية. منها مرتين اجتاز بهما دور المجموعات في نسختي 2002 و2010 وحقق ثلاثة ألقاب في كأس الأمم الاَسيوية بعد اللقب الأول. وجاءت في أعوام 2000، 2004 و2011. واصلت الكرة اليابانية تقدمها حيث أحرز المنتخب المركز الثاني في كأس القارات عام 2001 قبل عام واحد من استضافة اليابان لأكبر حدث كروي على الإطلاق.

وهو مونديال 2002 (بالشراكة مع كوريا الجنوبية) وقبلها بثلاثة أعوام وتحديداً في عام 1999 تم توجيه بطاقة دعوة لمنتخب “الساموراي” للمشاركة في بطولة كأس أمريكا الجنوبية. وذلك بفضل المستوى الكبير للمنتخب الياباني مما أجبر اتحاد (الكومونبول) على تقديم الدعوة لرفع المستوى الفني للبطولة وتقديم مدرسة كروية جديدة للكرة اللاتينية. مسيرة المنتخب الياباني مستمرة بنجاح وهو على موعد مع تحدٍ جديد والمتمثل في كأس العالم 2018 في روسيا بعد أشهر قليلة.

مختصر لقاء اليابان والعراق

أرقام قياسية وحقائق عن المنتخب الياباني

  • أكبر فوز في تاريخ المنتخب كان على حساب الفلبين 15 -0 في عام 1967.
  • أكبر خسارة كانت أمام الفلبين 15 -2 في عام 1917.
  • أكثر من مثل المنتخب هو “ياسوهيتو إندو” – 152 مباراة دولية.
  • الهداف التاريخي للمنتخب هو “كونيشيجي كاماموتو” برصيد 80 هدفاً أحرزهم بين عامي 1964-1977.
الهداف التاريخي للمنتخب هو كونيشيجي كاماموتو
الهداف التاريخي للمنتخب كونيشيجي كاماموتو
  • أول مدرب أجنبي للمنتخب كان الهولندي “هانس أوفت” بين عامي 1992-1993.

الساموراي الأزرق في الوقت الحاضر

من خلال ملاحظة أداء المنتخب الياباني، يمكن التأكد من أن لاعبي المنتخب لا يجدون شيئاً مستحيلاً أمامهم. فالأمل موجود، والتدريبات والاستعدادات والتجهيزات كلها مستمرة حتى لو خسروا بأي مباراة. فلكل جواد كبوة! والعزم والأمل وروح الفريق العالية متجذرة في نفوس اللاعبين مهما حدث. وحتى لو سجل الإسبان هدفهم الأول في الشوط الأول كما حدث ذلك في مونديال قطر 2022، ذلك لا يعني النهاية أبداً.

فالهجمات المرتدة قد برع فيها اللاعبون اليابانيون. فهم يعتمدون على سرعتهم العالية للغاية في الركلة العالية من أول الملعب والتمرير السريع من وسطه أو جناحه والهجمة الخاطفة والتسديدة القوية في شباك مرمى الخصم. يمكن مراجعة نفس هذا الأسلوب الذي تكرر حتى مع المنتخب الألماني في نفس المونديال أيضاً (كأس العالم في قطر عام 2022). اليابانيون يلعبون مع فريق الخصم وهم واثقون بأنفسهم. هم يدركون الماضي الكروي الحافل للفريق الخصم! لكن طموحاتهم وآمالهم واستعداداتهم أكبر بكثير! هذا التكتيك الذي يعتمده لاعبو المنتخب الياباني بالهجمات المرتدة. ويربك الفريق الخصم ويعيد حساباته أكثر من مرة بخصوص توقيت الهجمة الجديدة والمناورة من أجل الاستحواذ على الكرة وخطفها. يعتمد اللاعبون على الكثير من العوامل للإلهام والطموح والأمل. منها الاستعدادات وتوجيهات المدرب الياباني حتى قبل بدء بطولة كأس العالم.

يعتمدون أيضاً في بناء الأمل على ثقافتهم حتى في أبسط الأمور وأدق التفاصيل! مثل تصميم زي المنتخب الياباني الذي اعتمد على مفهوم الأوريغامي الذي يبعث على الأمل وفقاً للثقافة اليابانية.

زي المنتخب الياباني لعام 2022 من تصميم شركة أديداس
زي المنتخب الياباني لعام 2022 من تصميم شركة أديداس

وكانت هذه الأحلام مرسومة في مخيلة اليابانيين حتى في عالم الأنمي. وتتجسد هذه الأحلام بوضوح خصوصاً في أعمال الأنمي الشهيرة منذ القدم مثل “كابتن تسوباسا”. والمعروف عربياً باسم الكابتن ماجد. وحتى في أنمي “بلو لوك” الذي لاقى رواجاً كبيراً حتى مع بداية بطولة كأس العالم 2022. ويمكن مشاهدة هذا المقطع الذي يعد مصدراً من مصادر الإلهام بالضغط هنا.

الجدير بالذكر أن أديداس قد تعاونت مع مؤلف مانغا “بلو لوك” في الترويج أيضاً لزي المنتخب الياباني. والذي لاقى رواجاً كبيراً بعد تصميمه:

في الختام، لابد من التأكيد على أن قوة المنتخب الياباني وآماله وطموحاته لا تنحصر في بعض أعمال الأنمي أو بضعة مجلات من المانغا. حتى وإن كانت لها شهرتها الواسعة حول العالم. بل تتجسد وتصبح حقيقة اعتماداً على التدريبات والتجهيزات والعمل الدؤوب والشجاعة أمام منتخبات مهما بدت كبيرة لكن لا شيء يقف أمام طموحات منتخب الساموراي الكبرى.
ومن خلال مراقبة أداء المنتخب وقوته الضاربة في الملاعب، سيكون الكأس من نصيب الساموراي الأزرق في يوم من الأيام.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

0 0 votes
Article Rating

اكتب تعليقًا

8 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Attia Mohamed
Attia Mohamed
3 سنوات

كره القدم اليابانيه ليها شهره عاليه في الدول العربيه

فراس محمد
فراس محمد
3 سنوات

كرة القدم اليابانية لها مشاركات فعالة خاص في بطولات كأس آسيا وهي ند قوي للفرق الأخرى.

سالم محسن أمين
سالم محسن أمين
3 سنوات

على دولة اليابان أن تهتم أكثر بلعبة كرة-قدم و انا شخصيا اعتقد أن المنتخب الياباني سيكون أول منتخب آسيوي يفوز بكأس العالم لكرة القدم

ヤコブ 先輩
1 سنة

تطور ملحوظ وكبير للمنتخب الياباني في مجال كرة القدم بفضل الجهود المضنية للاتحاد في الاتجاه الصحيح.

ヤコブ 先輩
1 سنة

كرة القدم اليابانية تطورت بشكل ملحوظ وباستمرار بسبب السياسات التي اعتمدتها الهيئات المعنية عندهم

Mustafa Al-khalidy
Mustafa Al-khalidy
1 سنة

مباراة عام 1967 كأنها انتقام لمباراة عام 1917

Yashiro
Yashiro
1 سنة

اصبحت اشجع المنتخب بعد كأس العالم، مباراته ضد المانيا واسبانيا رهيبة للغايةة

نصرالدين الليبي

الشعب الياباني يحب كره القدم كثيرا مثله مثل اغلب الشعوب في العالم

8
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x