لأي حد يمكن أن يصل الإلهام في عالم الرياضة؟ وما سر قوة المنتخب الياباني؟ وكيف تمكن من الفوز على منتخبين قويين مثل إسبانيا وألمانيا في بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022؟ في هذا السرد نتحدث عن قوة المنتخب الياباني وطموحاته بين الواقع والأحلام.
مثيرةٌ هي الساحرة المستديرة في دقائقها الأولى وحتى لو ضاع الوقت فيها قد تُذهل الملايين حول العالم حتى أثناء الوقت بدل الضائع! بين مشاعر الدهشة لجمهور الفريق الفائز، ومشاعر الصدمة لجمهور فريق الخصم، تُذرف الكثير من الدموع! دموع الحزن والحيرة والترقب والقلق قد تتحول في الدقائق الأخيرة من المباراة لدموع الفرح!
هذه الحالة تتكرر في الكثير من المباريات في مختلف البطولات. لكن بطولة كأس العالم 2022 في قطر لها نكهة مختلفة تماماً. فهذه البطولة مليئة بالمفاجآت من العيار الثقيل! بطولة مجريات الأحداث فيها غير متوقعة ويصعب كثيراً توقع الفائز فيها حتى لو كان الأداء لفريق ما في الشوط الأول أعلى من أداء الفريق الخصم. وحتى لو استمر الوضع على ما هو عليه في الشوط الثاني من المحتمل أن تتسلل مشاعر الصدمة والدهشة لمدرجات الملعب وبين الجمهور والمشاهدين!
أما عن الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، نجد لهفة جمهور الفريق المتقدم لصافرة الحكم التي تعلن عن فوز منتخبه في أقرب وقت ممكن. وفي المقابل، نجد حالة الترقب والصمت المرسومة على وجوه جمهور الفريق الخصم والصلاة من أجل إطالة عمر المباراة بحثاً عن بصيص أمل لهذا الفريق. وهذا ما حصل مع المنتخب الياباني الذي أدهش الجماهير والشعوب التي شاهدت مبارياته من كافة أنحاء العالم.
لاشك بأن مواجهات المنتخب الياباني كانت صعبة للغاية. فمراجعة سريعة لنتائج وإحصاءات مباريات بطولة كأس العالم 2022 في قطر، تجعل الكثيرين يعوّلون على فوز منتخبين قويين معروفين بماضيهم الملحمي الكروي القوي (منتخبي ألمانيا وإسبانيا) عند أي مواجهة مع المنتخب الياباني!
أولم تفز إسبانيا على كوستاريكا بسبعة أهداف في الـ23 من شهر نوفمبر في هذه البطولة؟! أولم تفز كوستاريكا نفسها على اليابان بهدف نظيف في الـ27 من شهر نوفمبر في نفس هذه البطولة؟! من كان يتوقع فوز اليابان على إسبانيا وبنفس هذه البطولة في الأول من شهر ديسمبر؟!
وهنا يكمن السر، لاعبو المنتخب الياباني لا يجدون شيئاً مستحيلاً أمامهم. فالأمل موجود، والتدريبات والاستعدادات والتجهيزات كلها مستمرة حتى لو خسروا أمام منتخب كوستاريكا! فلكل جواد كبوة! والعزم والأمل وروح الفريق العالية متجذرة في نفوس اللاعبين مهما حدث. وحتى لو سجل الإسبان هدفهم الأول في الشوط الأول، ذلك لا يعني النهاية أبداً.
فالهجمات المرتدة قد برع فيها اللاعبون اليابانيون، فهم يعتمدون على سرعتهم العالية للغاية في الركلة العالية من أول الملعب والتمرير السريع من وسطه أو جناحه والهجمة الخاطفة والتسديدة القوية في شباك مرمى الخصم. يمكن مراجعة نفس هذا الأسلوب الذي تكرر حتى مع المنتخب الألماني. اليابانيون يلعبون مع فريق الخصم وهم واثقون بأنفسهم. هم يدركون الماضي الكروي الحافل للفريق الخصم! لكن طموحاتهم وآمالهم واستعداداتهم أكبر بكثير! هذا التكتيك الذي يعتمده لاعبو المنتخب الياباني في الهجمات المرتدة يربك الفريق الخصم ويعيد حساباته أكثر من مرة بخصوص توقيت الهجمة الجديدة والمناورة من أجل الاستحواذ على الكرة وخطفها. يعتمد اللاعبون على الكثير من العوامل للإلهام والطموح والأمل. منها الاستعدادات وتوجيهات المدرب الياباني حتى قبل بدء بطولة كأس العالم.
تصريحات مدرب المنتخب الياباني قبل بدء البطولة
يعتمدون أيضاً في بناء الأمل على ثقافتهم حتى في أبسط الأمور وأدق التفاصيل! مثل تصميم زي المنتخب الياباني الذي اعتمد على مفهوم الأوريغامي الذي يبعث على الأمل وفقاً للثقافة اليابانية.

وكانت هذه الأحلام مرسومة في مخيلة اليابانيين حتى في عالم الأنمي، وتتجسد هذه الأحلام بوضوح خصوصاً في أعمال الأنمي الشهيرة منذ القدم مثل “كابتن تسوباسا” والمعروف عربياً باسم الكابتن ماجد. وحتى في أنمي “بلو لوك” الذي لاقى رواجاً كبيراً حتى مع بداية بطولة كأس العالم 2022. ويمكن مشاهدة هذا المقطع الذي يعد مصدراً من مصادر الإلهام بالضغط هنا.
الجدير بالذكر أن أديداس قد تعاونت مع مؤلف مانغا “بلو لوك” في الترويج أيضاً لزي المنتخب الياباني والذي لاقى رواجاً كبيراً بعد تصميمه:
في الختام، لابد من التأكيد على أن قوة المنتخب الياباني وآماله وطموحاته لا تنحصر في بعض أعمال الأنمي أو بضعة مجلات من المانغا حتى وإن كانت لها شهرتها الواسعة حول العالم. بل تتجسد وتصبح حقيقة اعتماداً على التدريبات والتجهيزات والعمل الدؤوب والشجاعة أمام منتخبات مهما بدت كبيرة لكن لا شيء يقف أمام طموحات منتخب الساموراي الكبرى. فمدرب المنتخب الياباني الخمسيني يتمتع بخبرة كروية كبيرة وكذلك أيضاً لاعبو منتخب الساموراي الذين يتمتعون أيضاً بلياقة بدنية عالية مثل “ريتسو دوان” و “تاكوما آسانو” و “إيتو” و “ميتوما” و “كامادا” و “تاناكا” وغيرهم. لكن هل ستفوز اليابان بكأس العالم في بطولة كأس العالم في قطر لعام 2022؟ هذا السؤال يحمل في طياته الكثير من المفاجآت.. لكن حتى وإن لم تفز اليابان بالكأس في هذه البطولة، إلا أنّ أداء المنتخب في هذه البطولة أكد للكثير بأن الكأس سيكون من نصيب الساموراي في يوم من الأيام.
ان شاءالله یفوز منتخب سامورای ویواصل تعلقە فی الموندیال ولم یفوز بالصدفە انما بالجهد والتخطیط والتعب دائم