آبيه يضغط على الرئيس الصيني في قضية مسلمي الأويغور

ناقش رئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه الرئيس الصيني شي جينبينغ بخصوص عدة قضايا جدلية منها قضية مسلمي الأويغور ، قبيل قمة ثلاثية سنوية في الصين.

القمة الثلاثية

تعقد الدول الـ3 الكبرى في آسيا (اليابان، الصين و كوريا الجنوبية) قمةً ثلاثيةً سنوية (منذ عام 2008) تتمحور حول التعاون بين هذه الدول في مجالات الاقتصاد، مواجهة الكوراث الطبيعية وتقوية العلاقات الثلاثية وتنمية المنطقة الآسيوية عبر ذلك التعاون، مع تسليط الضوء على أبرز القضايا والنزاعات الإقليمية.

حيث عُقدت قمة عام 2019 في مدينة تشينغدو جنوب غرب الصين، ابتداءً من يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي. و وفق ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية اليابانية؛ تحدث رئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ قبيل القمة بيوم واحد بخصوص عدة قضايا جدلية، منها: قضية هونغ كونغ، كوريا الشمالية، أقلية مسلمي الأويغور في إقليم شينجيانغ غرب الصين وتدخلات الصين في البحر الجنوبي.

مقال ذو صلة: مؤتمر تيكاد: صدام اليابان والصين لتنمية القارة الأفريقية!

قضية مسلمي الأويغور

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية “أوتاكا ماساتو”، بأن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه تحدث إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ قبيل القمة الثلاثية، وخلال حديثهما قال آبيه: “آمل أن أرى الحكومة الصينية تشرح موقفها بشفافية حيال الوضع في إقليم شينجيانغ”.

وذكرت وسائل إعلام محلية يابانية وأخرى عالمية، أن آبيه ضغط على الرئيس الصيني لتقديم تفسيرات بخصوص ما يحدث هناك، مع مطالبة الحكومة الصينية بالكشف بشفافية عن وضع حقوق الإنسان في الإقليم غرب الصين.

يذكر أن الصين تواجه غضباً دولياً كبيراً بسبب احتجازها نحو مليون شخص من مسلمي الأويغور وأقليات أخرى في إقليم شينجيانغ ذاتي الحكم غرب البلاد. وتقول تقارير بناءً على وثائق مسربة من الحكومة الصينية، أن السلطات الصينية تقوم بممارسات تخالف حقوق الإنسان بحق المحتجزين في معسكرات للاعتقال، والتي تطلق الصين عليها “معسكرات إعادة التثقيف أو التعليم”.

وتدعم اليابان الأقلية العرقية في غرب الصين منذ سنوات طويلة، مع استضافة عددٍ من النشطاء داخل البلاد، بالرغم من انتقاد بعض الخبراء لهذا الدعم بسبب النزاعات التاريخية والحالية بين البلدين. وشهد ذلك الدعم مراحل جديدة بعد أن نشرت فنانة يابانية مستقلة مانغا عن معاناة امرأة من أقلية مسلمي الأويغور تدعى “ميهريغول تورسان” كانت قد عُذبت عدة مرات من قبل السلطات الصينية كما تقول في شهادتها.

مقال ذو صلة: مانغا يابانية شهيرة تروي جحيم مسلمي الأويغور في الصين

قضية هونغ كونغ

ناقش آبيه الرئيس الصيني قبيل القمة الثلاثية بخصوص المظاهرات في هونغ كونغ والتي تبقى مستمرةً منذ أشهر دفاعاً عن حقوق الجزر في الحكم الذاتي وبقاء نظامها ديمقراطياً بالرغم من كونها جزءاً من الصين. وقال آبيه أن على هونغ كونغ أن تبقى “حرةً ومفتوحة”.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية اليابانية، أن آبيه حث الرئيس الصيني على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس فيما يتعلق بقضية هونغ كونغ، لغاية الوصول لحل سلمي يرضي الجميع، ولكن الرئيس الصيني رد قائلاً مسألة هونغ كونغ هي “مسألة داخلية” خلال حديثهما.

يذكر أن هونغ كونغ كانت في الماضي مستعمرةً بريطانية وفق اتفاق دام لمدة 99 عاماً. وعادت هونغ كونغ إلى الصين رسمياً في عام 1997 عند انتهاء الاتفاق، بشرط أن تبقى هونغ كونغ مستقلةً عن النظام السياسي الصيني لمدة 50 سنة حتى عام 2047.

ووفق هذا الاتفاق ابتكر الطرفين نظاماً جديداً يدعى نظام “دولة واحدة بنظامين” حيث تبقى هونغ كونغ جزءاً من الصين ولكنها تحتفظ بنظامها الغربي في الإدارة على غرار بريطانيا، دون تدخل بكين في سياستها بشكلٍ مباشر. وتسعى الصين لبسط سيطرتها على هونغ كونغ حتى قبل عام 2047 مما أثار غضب السكان المحليين وقاد لمظاهرات واسعة.

مقال ذو صلة: اليابانيون يعيشون أطول من معظم البشر وفق الحكومة اليابانية

قضية كوريا الشمالية

ناقش آبيه مع الصين قضية النزع النووي في شبه الجزيرة الكورية، وتهديدات كوريا الشمالية المتواصلة بإطلاق صواريخ بالستية باتجاه اليابان. حيث طلب الرئيس الصيني من اليابان الدعم في قرار جديد مشترك بين الصين و روسيا سيتم تقديمه إلى الأمم المتحدة، لرفع بعض العقوبات الاقتصادية عن كوريا الشمالية.

حيث قال المتحدت الرسمي باسم وزارة الخارجية اليابانية أن اليابان تعتقد بأنه من المبكر جداً رفع العقوبات الاقتصادية عن كوريا الشمالية. يذكر أن كوريا الشمالية تواجه عقوبات اقتصادية بسبب برنامجها النووي من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

واتفق آبيه وشي على دعم المحادثات الأمريكية الكورية الشمالية من أجل تحقيق النزع النووي في شبه الجزيرة الكورية، كوسيلة للوصول لحل سلمي للصراع الكوري الذي جاء في الأصل من الحرب غير المباشرة بين الولايات المتحدة والأتحاد السوفييتي خلال خمسينات القرن الماضي.

مقال ذو صلة: كوريا الشمالية تهدد بإطلاق صاروخ بالستي من فوق اليابان!

قضية العمالة إبان الحرب

التقى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه على هامش القمة الثلاثية، بالرئيس الكوري الجنوبي “مون جيه إين” وذلك لأول مرة منذ نحو 15 شهراً بعد تدهور العلاقات، وتحدثا حول قضية العمالة إبان الحرب الجدلية والتي كانت السبب في تدهور العلاقات بين البلدين، واتفقا على مواصلة التواصل والحديث للوصول لحل يرضي الطرفين.

حيث قال آبيه في مؤتمر صحفي بعد عودته لطوكيو، بأنه نقل موقف اليابان إلى الرئيس “مون”. وقال أن اليابان تلتزم بأن قضية العمالة قد حُلت بلا رجعة عندما تم تطبيع العلاقات بين البلدين عام 1965، وعلى سول (عاصمة كوريا الجنوبية) أن تلتزم بالاتفاق المبرم آنذاك.

وعلى الجانب الآخر، تقول كوريا الجنوبية أن على اليابان تقديم تنازلات بخصوص قضايا جدلية تتعلق باستعمار الجيش الإمبراطوري الياباني السابق لشبه الجزيرة الكورية. وإحدى هذه القضايا كانت عندما قامت شركات يابانية (زعماً) بإجبار عمال كوريين بالعمل فيها دون مقابل.

مقالا ذات صلة:
كوريا الجنوبية واليابان .. إلى أين؟
كوريا الجنوبية تشطب اليابان من قائمتها البيضاء

حيث قامت محكمة كورية جنوبية منذ عام بالحكم لصالح عدة كوريين ضد شركات يابانية، مجبرةً الشركات على دفع غرامات مالية. مما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين، انتهت بحرب تجارية مفتوحة مع شطب البلدين لبعضهما البعض من قوائم الدول الموثوقة للتجارة.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

المصادر: وزارة الخارجية اليابانية – مكتب رئيس الوزراء الياباني – هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية – وكالة رويترز – وكالة أي أف بي – وكالة كيودو اليابانية – صحيفة “Japan Times” اليابانية – وكالة يونهاب الكورية الجنوبية
صورة المقال الأصلية: آبيه يمد يده لمصافحة شي (صورة تعبيرية) عبر رويترز