شعورٌ مفزعٌ ينتاب من يفكر بالسفر على متن طائرات بوينغ 737 ماكس 8 والتي تعرضت لحادثتين مأساويتين قتل فيهما جميع الركاب، مما أدى لحظر تحليق هذه الطائرات في أرجاء العالم، وتتجه الأنظار إلى شركة الطيران اليابانية ANA التي طلبت شراء مجموعة من هذه الطائرات. فهل يوجد تهديد لسلامة الطيران المدني في اليابان وأمن الركاب على متن الرحلات القادمة والمغادرة فيها؟
نعود بالزمن للوراء إلى شهر أكتوبر من عام 2018 حين وقعت الحادثة الأولى لطائرة بوينغ من ذات الطراز (737 ماكس8) في إندونيسيا وأدت هذه الحادثة إلى مقتل جميع ركاب الطائرة الذين كانوا على متنها والبالغ عددهم 189 راكباً، وبعد أقل من 6 أشهر فقط، وقعت الحادثة المأساوية الثانية لطائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية وهي من ذات الطراز، حيث تحطمت الطائرة بعد ست دقائق من إقلاعها من مطار أديس أبابا وكانت متجهةً إلى نيروبي. وأدت الحادثة إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 157 راكباً بالإضافة إلى أفراد طاقمها الثمانية. وسرعان ما أعلنت السلطات الإثيوبية عن تعليق كافة رحلاتها على متن طائرات بوينغ 737 ماكس 8، واتخذت معظم الدول في أنحاء العالم قرارها بحظر تحليق هذه الطائرة حفاظاً على أمن وسلامة الركاب. حتى الصين التي تسلّمت 76 طائرة من هذا الطراز والتي تعد من أسرع أسواق الطيران نمواً في العالم، قامت بحظر تحليق هذه الطائرة.
خطوات خجولة
أصرّت شركة بوينغ – بعد وقوع الحادثين -على أن طراز طائرتها 737 ماكس 8 آمنة ولها ثقة كبيرة بها، لكن الشركة أدركت حجم الضغوطات الدولية المشابهة لتأثير تساقط أحجار الدومينو، خصوصاً حينما تم حظر هذه الطائرات من التحليق في الأجواء الألمانية والفرنسية والبريطانية، لتقوم أيضاً وكالة سلامة الطيران الأوروبية بحظر كل رحلات ماكس 8 و ماكس 9 أيضاً سواءً تلك المتجهة من أو إلى كافة دول الاتحاد الأوروبي وبغض النظر عن الشركة المشغلة لهذه الرحلات. وهذا الحظر سبقه إجراء مماثل في عدد من الدول الآسيوية مثل سنغافورة والصين كما ذكر آنفاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أستراليا ونيوزيلندا وتركيا. وامتد الأمر أيضاً ليشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتقوم كلاً من عُمان ولبنان ومصر ودول أخرى بحظرها. أدركت بوينغ في تلك اللحظة بأنها تلقّت أكبر ضربة في تاريخ الطيران المدني، فقد كانت بوينغ تعتمد بشكل رئيسي على مبيعات هذا الطراز، فهي الأكثر مبيعاً لدى الشركة. وهي نسخة محدثة من بوينغ 737، ودخلت النسخة المحدثة إلى الخدمة منذ عامين فقط. بعد إدراك حجم الضغوطات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إصداره أمراً بوقف السفر على جميع رحلات طائرات بوينغ 737 ماكس 8 و ماكس 9، وأعلنت بوينغ عن تعليق تسليم هذه الطائرات لعملائها الذين تقدموا بطلباتٍ لشرائها، ومع ذلك فإن الشركة لم و لن توقف إنتاج هذه الطائرات! لذلك وصف المراقبون هذه الخطوات بالناقصة والخجولة. حيث أفاد متحدث باسم شركة بوينغ لوكالة الصحافة الفرنسية بأن قرار تعليق تسليم هذه الطائرات للعملاء تم اتخاذه حتى يتم إيجاد حل للمشكلة، وأكد على أن الشركة ستواصل إنتاج الطائرات من هذا الطراز. واستبعد بأن تقوم بوينغ بتخفيض وتيرة الإنتاج أو إغلاق المصانع مؤقتاً! ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن بوينغ تنتج حالياً 52 طائرة من هذا الطراز كل شهر. وكانت تعتزم قبل وقوع هذه الأزمة، زيادة وتيرة الإنتاج لتصل إلى 57 طائرة شهرياً بالصيف المقبل. وهذا ما أثار استياءً بالرأي العام تجاه تواطؤ الولايات المتحدة وشركتها بوينغ في طريقة تعاملها مع الأزمة. علماً أنه تم مؤخراً خفض الإنتاج إلى 42 طائرة شهرياً.
تقارير صادمة
وما يزيد الطين بلّة ويزعزع الثقة أكثر بشركة بوينغ، الوثائق التي كشفت عن تواطؤ الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث كشفت بأن هذه الجهات كانت على علمٍ مسبق بعيوب قاتلة في طائرات بوينغ 737 ماكس 8 قبل عامين من تحطم طائرتين من هذا الطراز في كل من إندونيسيا وإثيوبيا. حيث أفادت الوثائق بأن العيوب موجودة في آلية التحكم بمقدمة الطائرة، فالآلية هذه قد لا تعمل في الظروف المشابهة التي أدت لتحطم الطائرتين. و وفقاً لما ورد في هذه الوثائق، أصدرت الوكالة الأوروبية للطيران والفضاء شهادةً تثبت بأن هذا الطراز آمن بشكل جزئي، وللوصول لمستوى آمن بشكل كلي، فإنه يتعين على الطيارين إجراء تدريبات واتخاذ إجراءات إضافية يمكن من خلالها أن توضح للملاحين “المواقف والظروف غير العادية” التي قد يحتاجون فيها إلى التعامل مع عجلة يدوية يمكن من خلالها التحكم بمقدمة الطائرة. إلا أنّ هذه المواقف لم يتم توضيحها في دليل استخدام الطائرة وفقاً لما ورد لدى وكالة رويترز التي اطلعت على نسخة من الدليل.
لكن ما علاقة طائرات بوينغ 737 ماكس 8 باليابان؟
في البداية، لابد من الاطمئنان لأن شركات الخطوط الجوية في اليابان لا تشغّل هذا الطراز في اليابان بالوقت الحالي، لذلك لا توجد خطورة منها حالياً. لكنّ شركة All Nippon Airways قد تقدمت بطلب شراء 20 طائرة من هذا الطراز منذ فترة (قبل وقوع الحادثتين)، ومن المتوقع طلب 10 طائرات أخرى من نفس الطائرات أيضاً. ومع زيادة حجم الضغوطات الدولية التي تمارس على شركة بوينغ، لابد من شركة ANA أن تتخذ القرار اللازم للحيلولة دون وقوع أي خسائر وتجنب استلام أي من هذه الطائرات. عدم اتخاذ شركة ANA قراراً حتى اللحظة يعود إلى مراقبة الوضع عن كثب ومتابعة التحقيقات التي لازالت جارية حول الحادثتين، بالإضافة إلى ترقّب الإجراءات التي ستتخذها بوينغ حيال هذا الطراز لمنع تكرر الحادثة بالمستقبل. في الوقت الحالي، شركة ANA لا تخسر أي شيء في الوقت الحالي طالما أن الشركة لا تشغّل أي طائرة من هذا الطراز ضمن أسطولها. فهي لن تتسلم أي طائرة من الطائرات التي تقدمت بطلب شرائها قبل حلول عام 2021. وفي هذه الفترة الزمنية يمكن من خلالها أن تقوم شركة ANA باتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب وتحديداً بعد انتهاء التحقيقات الجارية.
-الصورة الرئيسية لإحدى طائرات بوينغ 737 ماكس 8 | بلومبيرغ
ستكون مجازفة خطيرة ان اقدمت اليابان على اقتناء هذا النوع من الطائرات التي ثبت وجود عيوب قاتلة فيها.
من حسن الحظ أن اليابان لا تستخدم هذه الطائرات
اخبار مقلقة جدا يجب ان توضع الحلول لها سريعا
اعتقد انه من الافضل عدم شراء طائرة بيونيغ ٧٣٧ماكس٨وماكس ٩ بعد هاتين الحادثتين لانها مجازفة كبيرة من شركة الطيران ANA وخصوصا ان التحقيات لم تكتمل بعد
برأيي ألا تمضي اليابان قدما في شراء هذا النوع من الطائرات خاصة ان لها سوابق خطيرة!