تفكر الحكومة اليابانية بخطة جديدة قد تشجع السكان على مغادرة العاصمة طوكيو والعيش في المناطق الأخرى خارجها وذلك لتقليل تركيز السكان في منطقة طوكيو الكبرى*.
ووفقاً لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية الرسمية، تفكر الحكومة اليابانية منح مبلغ يصل حتى 3 مليون ين لمواطنيها (حوالي 27 ألف دولار) من أجل تشجيع أي شخص يرغب بالإنتقال أو إيجاد عمل خارج قطاعات مدينة طوكيو الـ 23 بدون تحديد إلى أي منطقة خارج تلك القطاعات، وذلك ابتداءً من العام المالي القادم في الأول من أبريل/نيسان.
حيث صرحت حاكمة طوكيو “يوريكو كويكيه” في مؤتمر صحفي يوم 22 نوفمبر الماضي، بأهمية مراقبة تأثير النفقات الحكومية بهذا الصدد. معربةً عن شكوكها بهذه المبادرة، وأكملت بالقول “ربما سيكون من الحكمة أن تركز الحكومة على توضيح نقاط قوى الأقاليم الأخرى ومميزاتها الفريدة، والعمل على طرق لجعل تلك المناطق أماكن مرغوبة للعيش”.
حيث فاق عدد الذين ينتقلون إلى منطقة طوكيو الكبرى عدد أولئك الذين يغادرونها للسنة الـ 22 على التوالي. وسجلت محافظات مثل تشيبا، كاناغاوا وسايتاما نمواً في عدد سكانها في عام 2017 يصل لمستويات قياسية، وتشير الدراسات إلى أن 1 من بين كل 3 يابانيين يعيش حالياً في منطقة طوكيو الكبرى.
وتعمل الحكومة اليابانية حالياً على خطط عدة من ضمنها خطة لفوائد ضريبية أو إعفاءات لأولئك الذين ينتقلون من طوكيو إلى شمال البلاد (على سبيل المثال لا الحصر) لمدن مثل سابورو في محافظة هوكايد الشمالية أو مدينة سينداي في محافظة ميياغي شمال شرق العاصمة؛ وسط تزايد كبير لأعداد السكان الذين يغادرون مثل هذه المدن ويفضلون العيش في طوكيو أو المناطق المجاورة لها.
حيث حاولت الحكومة اليابانية لعقود طويلة استدراج الناس بشتى الأساليب لمدن بعيدة عن العاصمة طوكيو للتخفيف من حدة النمو السكاني، وللمساعدة في بناء وإعمار المناطق التي هجرها سكانها لعدة أسباب تحت برنامج يدعى “إنعاش الأقاليم أو المناطق”. وأحد مزايا مثل هذه البرامج هو إعطاء إعفاءات ضريبية لتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على العمل خارج العاصمة طوكيو، بينما تلقي الأفراد أو العوائل دعماً مالياً لقاء انتقالهم خارج العاصمة.
حيث توجد حالياً رغبة أكبر لدى شباب طوكيو اليافع بمغادرة العاصمة والعيش في مناطق ومدن أصغر، أرخص، وأكثر هدوءاً في أنحاء مختلفة من اليابان بعد مبادرات عديدة ومحاولات حكومية للتوزيع السكاني بشكلٍ أفضل. ونجحت بعض المبادرات في مدن متفرقة منها مدينة فوكوؤكا اليابانية بجذب العديد من الشركات الناشئة والخبرات في المجال التقني عبر تقديم تساهيل مالية ومنح وصول أفضل للأسواق الآسيوية.
مبادرات محلية صغيرة
ولعل أشهر المبادرات الصغيرة، تعود لبلدة نيسيكو في هوكايدو شمال اليابان، والتي تتمتع بزيادة سكانية قليلة، بعد أن حققت نجاحاً في جذب المزيد من السكان عندما واجهت المدينة اهتماماً من خارج البلاد بسبب طبيعتها الثلجية ووجود أماكن مثالية للتزلج على الثلج. والجدير بالذكر هو أن أغلب مدن اليابان تتمتع بزيادة سكانية حالياً بسبب وفود آلاف العمال الأجانب لهذه المدن ولكن نسبة الوفيات في هذه المدن فاقت نسبة الولادات وهي مشكلة كبرى تواجه البلاد نظراً لاعتماد الاقتصاد على اليد العاملة اليابانية المحلية بشكلٍ أساسي. وتأتي جزيرة أوكيناوا في جنوب اليابان كاستثناء لهذه القاعدة بسبب طبيعتها السكانية المختلفة قليلاً حيث تتمتع بزيادة سكانية ونسبة ولادات فاقت نسبة الوفيات منذ أعوام.
ولكن في ظل وجود أغلب المؤسسات الحكومية، الجامعات والشركات الأفضل في البلاد، في العاصمة طوكيو سيكون من الصعب على الحكومة اليابانية – مهما قدمت من تساهيل – مواجهة هذا التحدي الديموغرافي الصعب وستبقى العاصمة طوكيو ومنطقة طوكيو الكبرى حلم الكثيرين متربعة على العرش العالمي للمدن من حيث عدد السكان.
*منطقة طوكيو الكبرى: اسم يطلق على العاصمة طوكيو والمحافظات/المناطق المحيطة بها والتي تقع تحت الحكم الإداري المركزي لحكومة العاصمة، وهي أكبر منطقة من حيث الكثافة السكانية في العالم وعدد سكانها حوالي 38 مليون شخص وفق احصائية للأمم المتحدة لعام 2016.
المصادر:
هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، صحيفة ذا جابان تايمز
محاولة جيدة من الحكومة للتخفيف من الضغط السكاني على العاصمة، لكن هل ستنجح بشكل كبير ؟
فكرة جيدة لتخفيف الضغط على العاصمة طوكيو
فكرة جيدة لتخفيف الضغط على طوكيو
لا اعتقد ان هذه الخطه ستنجح لا احد سيغير مكان عيشه بسبب اموال لان الموضوع صعب معقد
من وجهة نظري هذه الفكرة قد تكون إيجابية إذا تم تنفيذها بشكل صحيح ومتوازن فيمكن أن تساهم في تعزيز التنمية الإقليمية وتحسين جودة الحياة للسكان ولكن لا اتوقع نجاحها
يبدو ان الوضع في طوكيو سيء لدرجة اعطاء مكافئة لمن يسكن خارجها! لكنها فكرة جيدة للتخفيف عنها